[b
]
لقد اخذ ت هذه المقال من موقع للأأعلاني اسمه (عبد الحفيظ جعوان،)
قرية فلسطينية فيها مكب نفايات سامة إسرائيلي
سيارة بلدية يطا دخلت إلى المشهد, جاء ناصر الربعي مدير البلدية لمساعدتنا وبرفقته عماد، وهو شاب فلسطيني أجرى بحثاً عن موضوع النفايات النووية الإسرائيلية، وقبل أن نكمل الطريق باتجاه هدفنا كان لا بد لنا أن نتساءل عن قصة هذا الطريق السريع الذي يقطع الصحراء.
ناصر الربعي (مدير بلدية يطّة): طبعاً هذا الشارع اللي نحنا نشاهده حالياً هو عبارة عن الشارع التفافي الموصل بين قريات أربعة والمناطق الاستيطانية بمحافظة الخليل وبين المستوطنات الموجودة في يطّة التجمعات الاستيطانية الموجودة في يطّة، طبعاً في هذا الشارع بيستمر حتى منطقة السامور ويصل حتى منطقة السبع، وهذا شارع رئيسي بالنسبة للمستوطنين, طبعاً بالمقابل هذا شارع شكل ضرر كبير جداً لمدينة يطّة وسكان يطّة خاصة أنه فصل الأراضي الخصبة تقريباً..
عبد الحفيظ جعوان: إذن فهذا الشارع متهم بالمساهمة في مأساة السكان هنا، لكنه ليس مقصدنا الآن، فنحن نبحث عن مكب النفايات النووية، سرنا خلف سيارة البلدية عبر طريق صحراوي وتجمعات سكانية بدا وكأنها خارج الزمن، بحثاً عن منطقة اسمها الشركة، قيل لنا أن إسرائيل قد دفنت مواداً مجهولة هناك، كدنا نضيع مرة أخرى في متاهة صحراوية فكان لا بد من الاستعانة بدليل آخر من سكان المنطقة، ولحسن الحظ عثرنا على إبراهيم, بدوي في المنطقة من عرب الهذالين وهو شاهد أيضاً على ما جرى.
أكملنا الطريق عبر الصحراء ثم ترجلنا مشياً على الأقدام على هذه الجبال الجرداء، وحدثنا إبراهيم وعماد أنه في عام 1991 حضرت قوة عسكرية إسرائيلية وأغلقت المكان، طردت السكان وقامت بدفن أشياء مجهولة، كما أن قوات إسرائيلية تراقب المكان باستمرار.إبراهيم: طبعاً بتجي سيارات عسكرية وهاي السيارات العسكرية عليها شوادر مغلقة الأجهزة اللي موجودة على السيارات العسكرية مغلقة، يعني لا يستطيع أحد أن يراها، والأمر الثاني تجي في الليل، يعني بتجي في الليل، وبتفحص يمكن بتمكث أقل شيء ثلاث أربع ساعات أحياناً خمسة أحياناً حتى الصباح وبيطلعوا، وبيخلوا المنطقة نهائياً من أي إنسان مر، سواء رعاة أو إنسان مر لمصالحهم الخاصة.
عبد الحفيظ جعوان: تفاجئنا عندما وجدنا أنفسنا نقف فوق مكب النفايات المزعوم، توجد حفر طويلة طمر نصفها تقريباً وأخرى طمرت بشكل كامل، وفتحات عرضية في أسفل الحفر لا نعرف مقصدها.
اسماعيل: عملية الحفر وعملية الطمر تتم بشكل سري للغاية، ممكن الحادثة هاي اللي هي منطقة الشركة هي عن طريق الصدفة, عن طريق الصدفة يعني الأهالي رصدوا تحركات القوات العسكرية الإسرائيلية, وفيما بعد يعني لأن هذا الموضوع شكّل نقطة توتر وقلق لدى الناس, تم الكشف أو تم معرفة أنه سُكب حمولة وشاحنات معينة, ممكن أن الخطورة في الموضوع أن يكون فيه سائل سام سُكب في المنطقة غير الأسلاك غير الكوابل غير المعادن التي وجدت, وممكن هذه خطرها حسب المحللين في مجال البيئة أن أثرها يظهر بعد عشرين سنة 15 سنة قادمة.
إبراهيم: الأمراض التي ظهرت عندنا اللي هي التشوهات في الأطفال يعني حالات كثيرة موجودة، علماً أنه لا يوجد قرابة بين الزوجة والزوج، فهذا الموضوع حقيقة يعني لفت انتباهنا, زائد أنه في حالات سرطانية حصلت في المنطقة.
عبد الحفيظ جعوان: دقائق حتى ظهرت في المكان طائرات عمودية إسرائيلية، أحسسنا بالخطر واتفقنا على مغادرة المكان بسرعة، في طريق العودة على نفس الشارع المتهم لفتت زحمة شاحنات القمامة انتباهنا، فتبعناها لنشاهد ما لم يخطر على بال أحد، في البداية تعلق كومة من الأطفال على نوافذ السيارة طلباً للنقود، مازحناهم قليلاً فوقع اسماعيل الصغير على الأرض فوقفنا لنطمئن عليه، ولما رأى أننا نمتلك كاميرا وقف مع أصدقائه لأخذ صورة تذكارية في حياة لا يذكرها أحد.
إسماعيل (طفل): بشتغل وبصرف على أبوي وأمي..عبد الحفيظ جعوان: شو بتشتغل؟إسماعيل (طفل): لمّ حديد ونحاس وألمنيوم بصرف على أبي وأمي وما بحوش إشي هيك 50 هيك..عبد الحفيظ جعوان: وفيش يعني أهلك شو بيشتغلوا أبوك وأمك؟اسماعيل: بيشتغل قصّير.عبد الحفيظ جعوان: وإلك إخوة ثانيين.اسماعيل: آه.عبد الحفيظ جعوان: وبتروح عالمدرسة إنت؟اسماعيل: لأ.عبد الحفيظ جعوان: هنا لا يملك الشخص سوى الصمت الحزين على مأساة أطفال..- يا عمي أنا بجي عالمحرقة عشان أصرف على أهلي يعني يعني أهلي بيشتغلوش أبوي رجله بتوجعه، أنا بالنسبة إلي بصرف عالعيلة بس أوعى تجيبني عالتلفزيون عيب يعني، عرفت أخوي؟ خلصت؟عبد الحفيظ جعوان: أديش عمرك؟- 14.
عبد الحفيظ جعوان: من أين جاء هؤلاء الأطفال؟ أين يسكنون؟ ما هي تلك الحياة التي تدفعهم إلى مكب النفايات بحثاً عن لقمة العيش؟ وما هو طعم لقمة العيش يا ترى إن كانت خارجة من القمامة؟ أين الأهل والأقرباء؟ أسئلة تقتتل في بحر الطريق الطويل الذي قطعناه في رحلة العودة بالتاريخ إلى الوراء. [فاصل إعلاني][/b]