تحية عربية من قلب فلسطين الحبيبة الى اخواننا الصامدون.
كثيرا ما اسمع ان سكان الدول العربية لا يعرفون ان هنالك فلسطينيين يعيشون داخل الخط الاخضر او من يعلم
بوجودنا يدعي باننا عملاء للصهاينة فالى كل من يشك بانتمائنا او يريد التعرف ومعرفة من هم عرب 48 ها هو تعريفنا:
نحن الناطور الذي لم يغادر القرية وظل حارسا وحاميا للبيوت والتراب...
عندما هبت العاصفة المدمرة المسمومة، فسقطت قرى وتهاوت بيوت وتساقط الشجر وانقطعت حكايتنا الجماعية، كنا نحن كما في
مسرحية فيروز، الناطور الذي لم يترك الضيعة حاميا للمكان، حارسا للمستقبل.
كنا 155 الفا، عام 48 ربعنا لاجئون في الوطن.. ووقعنا تحت الحكم العسكري، وصارعنا للبقاء، لضمان اللقمة... وصارعنا
للمحافظة على لساننا العربي وذاكرتنا العربية. كان الظلام يلف اجسادنا، وفي قلوبنا يتعانق الاقصى والقيامة، وتتسان الناصرة
وعكا وحيفا ويافة واللد والرملة والطيبة، ويتضامن المدني والفلاح والبدوي صانعين كيانا واحدا، انتماء واحدا، حلما واحدا.
سللنا من الصخر كما قال شاعرنا الحبيب محمود درويش، لقمة الخبز والدفتر لاجيال ولدت في زمن القهر وتحدت القهر، وشبت
على الطوق، شريفة، كريمة، واثقة بالنفس، ضرب كرباج القهر اجسادها، ولم يصل ولن يصل الى قلوبها ونفوسها.
نحن الان اكثر من مليون، وفينا الفلاحون والعمال والمعلمون والادباء، فينا الاطباء والمحامون والمقاولون، فينا اجيال تتراكض
على العلم إنطلاقا من ان البقاء، البقاء الشريف والحر لا يكون بدون سلاح العلم والمعرفة.
نحن جزء حي ونشيط ومتنور من شعبنا العربي الفلسطيني، وعندما يجرح شاب او طفل فلسطيني في رام الله او نابلس او جنين او
غزة او دير البلح، ينتفض الما مليون جسد، ويتلوى الما مليون في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة.
قطعنا حاجز الخوف وعانقنا فضاء النور.. سقط الشهداء فصارت قبورهم منارات، وكانما حياة كل واحد منهم امتزجت بحياة
المليون الباقين الصامدين الصابرين الاوفياء للذاكرة، المنغمسين بعيق التاريخ، المضمخبة بعبير التراب، الطامحة الى الفرح
والحرية.
الوجع يتغلغل الى عظامنا واوردتنا. ولكن وجع الظلم والظلام اكبر واعنف. فنحن الناطور الذي بقي لم يرحل، حاميا وحارسا.
نحن جذور الزيتون التي اقتلعها بلدوزر الاقتلاع، ولكن الجذور اطلعت زيتون شابة لها كل الصفات الخيرة المجيدة لامها.
نحن الماء الاصلب. نحن الزعتر الاصلب. نحن الزيتون الاصلي، نحن السكان الاصليون. جباه كهولنا من التراب، والتراب من
رفات اجدادنا، ورابطة المصير المشترك بين الانسان والتراب هي قصتنا التي نحكيها للعالم.
2012-05-02, 7:31 am من طرف المديرالعام