أروقة الحرم القدسي الشريف
يوجد للحرم القدسي الشريف رواقان قائمان في الجهتين الشمالية والغربية والغرض من إقامة الرواقين الصلاة والتدريس ويتقي المصلون والدارسون تحت الأروقة من حرارة الشمس في الصيف ومن الأمطار الغزيرة في الشتاء وإليك أيها القارئ نبذة مختصرة عن كلا الرواقين:-
أولاً : الرواق الشمالي
يقوم في الجهة الشمالية من الحرم الشريف ويمتد من الشرق إلى الغرب ويتألف من عقود حجرية تقوم على دعامات حجرية متتابعة غطيت بسلسلة من الأقبية المتقاطعة وقد تخللها ثلاثة من أبواب الحرم الشريف وهي باب الأسباط وباب حطة وباب العتم إضافة إلى مئذنة الأسباط.
ولقد تم إنشاء وتعمير هذا الرواق في الفترة الواقعة ما بين 610-760 هجرية/ 1213-1358 ميلادية قسم منه عمر في فترة الحكم الأيوبي في عهد السلطان الملك المعظم عيسى وهو القسم الذي يقع ما بين باب العتم والمدرسة الفارسية وأما بقية الرواق فقد تم إنشاؤه على مراحل متعددة ومتتابعة في الفترة المملوكية ولقد احتضن هذا الرواق تسعاً من المدارس وهي كما يلي:
1-المدرسة الغادرية: وتقع بين باب حطة وباب الأسباط وقد بنيت في عهد السلطان الأشرف بارسباي سنة 836هـ وتقوم الأوقاف بترميمها لأنها تستخدم كمكاتب الآن .
2-المدرسة الكريمية : وتقع بباب حطة ولقد بناها السلطان الناصر محمد بن قلاوون وتعرف اليوم بدار جار الله الذين ما زالوا يرابطون فيها .
3-المدرسة والتربة المحمدية: واقعة شرق باب حطة ولقد أوقفها الملك الأوحد نجم الدين يوسف الملك الناصر صلاح الدين سنة 697 هجرية 298 ميلادية .
4-المدرسة الباسطية : تقع فوق الرواق مقابل المدرسة الدوادارية أوقفها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي سنة 834 هجرية 1431 ميلادية وما زال قسم منها يستخدم كمدرسة "مدرسة البكرية للبنين" وأما قسمها الآخر كبيت سكن لإحدى العائلات المقدسية .
5-المدرسة الدوادارية : تقع بباب العتم وفيها مدرسة ابتدائية للبنات .
6-المدرسة الأمينية : ومبناها يتألف من أربع طوابق .
7-المدرسة الفارسية : ومبناها من طابق واحد يحتوي على ثلاث غرف .
8-المدرسة الأكملية : ويتألف مبناها من طابقين
9-المدرسة الأسعردية : وهي فوق الرواق إلى الغرب من المدرسة المالكية .
ثانياً : الرواق الغربي
يقوم في الجهة الغربية للحرم الشريف من الشمال (باب الغوانمة) إلى الجنوب (باب المغاربة) ويتألف من سلسلة عقود حجرية مقامة على دعامات متتابعة مغطاة بسلسلة من الأقبية المتقاطعة ويتخللها أبواب الحرم السبعة ومئذنتا باب الغوانمة وباب السلسلة . وقد تم إنشاء هذا الرواق في عهد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون خلال الفترة 698-708هجرية/ 1299-1309 ميلادية، ويوجد في هذا الرواق خمس من المآذن الدينية وهي :
1-المدرسة المنجقية: تقع بباب الناظر فوق الرواق الغربي للحرم الشريف أنشأها الأمير سيف الدين منجك سنة 762 هجرية /1361 ميلادية وهي اليوم مقر دائرة الأوقاف .
2-المدرسة الأرغونية: تقع بباب الحديد في الرواق الغربي للحرم ولقد أنشأها الأمير أرغون الكاملي سنة 759 هجرية /1358 ميلادية وتسمى اليوم دار العفيفي .
3-المدرسة الخاتونية: تقع جنوب المدرسة الأرغونية هذه المدرسة أنشئت على أيدي بنات الأمراء والسلاطين وتعرف اليوم بدار الخطيب .
4-المدرسة العثمانية: تقع بباب المطهرة وتعرف اليوم بدار الفتياني .
5-المدرسة الأشرفية : تلقب بالجوهرة الثالثة في الحرم الشريف بعد قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك . وتقع في الرواق الغربي للحرم الشريف بين باب السلسلة والمطهرة ويتألف مبناها من طابقين الأرضي والأول .
أبواب الحرم الشريف
يوجد في الجهات الأربع للحرم ما مجموعه خمسة عشر باباً منها عشرة مفتوحة موزعة في جهتيه الشمالية والغربية وخمسة مغلقة منذ الفتح الصلاحي تقوم في جهتيه الشرقية والجنوبية وأبواب المسجد المفتوحة هي كما يلي :
1-باب الأسباط : وهو من أبواب الحرم الشريف القديمة وهذا الباب الحالي أعيد بناؤه في الفترة الأيوبية في سنة 610هـجرية 1213ميلادية وكذلك تم تجديده في الفترة المملوكية سنة 769هجرية 367ميلادية .
2-باب حطة : وهو من الأبواب القديمة ذكره ابن الفقيه وابن عبد ربه والمقدسي ولقد جدد بناؤه في الفترة الأيوبية سنة 617هجرية 1220ميلادية .
3-باب العتم : وله عدة تسميات مثل باب شرف الأنبياء وباب الداوادرية وباب فيصل وجدد بناؤه في زمن الفترة الأيوبية .
وأما الأبواب الواقعة في الجهة الغربية فهي على الترتيب :
4-باب الغوانمة : ويعرف بباب درج الغوانمة وباب الخليل ويعود تاريخ بنائه الحالي للفترة المملوكية حيث تم تجديده في سنة 707هجرية 1307ميلادية .
5-باب الناظر : وقد عرف هذا الباب في زمن العمري باسم باب الرباط المنصوري وفي زمن مجير الدين بباب الناظر وفي الفترة العثمانية بباب الحبس وفي الفترة الحديثة بباب المجلس وجدد في الفترة الأيوبية .
6-باب الحديد : عرف بباب أرغون نسبة للأمير أرغون الكاملي الذي قام بإعادة بنائه في الفترة ما بين 755-758 هجرية 1354-1357م ومعنى كلمة أرغون بالتركية الحديد .
7-باب القطانين : يعتبر هذا الباب من أكبر أبواب الحرم الشريف قام ببنائه السلطان الناصر محمد بن قلاوون بإشراف نائبه الأمير سيف الدين تنكز الناصري في سنة 737هجرية 1336 ميلادية .
8-باب المطهرة : وقد عرف هذه الباب أيضاً باب السقاية نسبة للسقاية أو المتوضأ التي أقٌيمت في الفترة الأيوبية في عهد السلطان الملك العادل أبو بكر محمد بن أيوب سنة 579 هجرية 1193 ميلادية ويسمى أيضاً باب المتوضأ .
9-بابي السلسلة والسكينة : يعتبر هذان البابان من أبواب الحرم القديمة حيث ورد ذكرهما في المصادر التاريخية المبكرة حيث أشار ابن الفقيه 290هـ/ 903م باسم (باب داود) المقصود باب السلسلة وأما ابن عبد ربه (300هـ/912م) فلقد ذكر الاثنين : باب داود وباب السكينة. وفي الفترة المملوكية أطلق عليه بابا السحرة ولقد بنيا في الفترة الأيوبية .
10-باب المغاربة: ولقد عرف باسم باب حارة المغاربة وباب البراق وباب النبي .
مآذن الحرم الشريف
يوجد في الحرم الشريف أربع مآذن يعود تاريخ إنشائها للفترة المملوكية وتقع ثلاث منها على صف واحد في الجهة الغربية للحرم الشريف وأما الرابعة فتقع في الجهة الشمالية قريبة من باب الأسباط ويعود بناؤها إلى الفترة ما بين 677 – 769 هجرية وهذه المآذن لاقت اهتماماً كبيراً من قبل المجلس الإسلامي الأعلى حيث دأب على الحفاظ عليها من خلال ترميماته المكثفة لها في الفترة ما بين 1922-1927م .
وأما المآذن الأربعة فهي كما يلي :
1-مئذنة باب المغاربة: تقوم هذه المئذنة في الركن الجنوبي الغربي للحرم الشريف وتسمى كذلك بالمئذنة الفخرية نسبة للقاضي شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب فخر الدين الخليلي الذي أشرف بنفسه على بنائها لأنه كان ناظراً للحرمين الشريفين في القدس والخليل سنة 677هجرية/ 278ميلادية .
2-مئذنة باب السلسة: وهي تقع في الجهة الغربية للحرم الشريف بين باب السلسلة والمدرسة الأشرفية ولقد بنيت في عهد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون ومكتوب نقش تذكاري على قاعدة المئذنة نصه: " بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمارة هذه المنارة المباركة في أيام مولانا السلطان الملك الناصر /... في سنة ثلاثين وسبعمائة ".
3-مئذنة باب الغوانمة : وهي في الركن الشمالي الغربي للحرم الشريف بجانب باب الغوانمة ولقد تم بناؤها في عهد السلطان الملك المنصور حسام الدين لاجين 696-698 هجرية/1297-1299 ميلادية .
4-مئذنة باب الأسباط : وهي في الجهة الشمالية للحرم الشريف بين باب حطة وباب الأسباط ولقد بنيت في عهد السلطان الملك الأشرف شعبان 764-778 هجرية/ 1363-1376ميلادية على يد ناظر الحرمين الشريفين الأمير سيف الدين قطلوبغا .
وقد لاقي المسجد الأقصى العناية الفائقة من خلفاء المسلمين وسلاطينهم فما تأخر منهم أحد في ترميمه وإن نظرة متأملة إلى منطقة الحرم القدسي ومحيطه فإنك ترى باحته الواسعة تشغل مساحة كبيرة جداً وتضم في جنباتها قباباً جميلة وسبلاً وآثاراً لها أهمية كبرى ساهم في تشييدها الخلفاء والأمراء والسلاطين عبر العصور ويحيط بهذه الباحة أروقة ومبان استخدمت في الأزمنة القديمة كمبان واستخدمت كمدارس للفرق الإسلامية