معجزات موسى عليه السلام
أرسل الله تعالى موسى عليه السلام وأخاه هارون إلى فرعون وقومه ,, وكان فرعون قبل مولد موسى قد اضطهد العبرانيين ,, وهم ( بنو إسرائيل ) ,, وذلك لأن الكهنة قد أخبروه بأن زوال ملكه سيكون على يد مولود من بني إسرائيل ,, فأمر بقتل كل مولود ذكر ,, واستحيا الإناث ,, قال الله تعالى : [ وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ] ,, فلما وضعت أم موسى مولودها أوحى الله تعالى إليها أن أرضعيه ,, فأرضعته ثلاثة أشهر ,, ولما خافت من انكشاف أمرها أوحى الله إليها أن تلقيه في اليم ,, فوضعته في صندوق وألقته في النيل إيمانا منها بوعد الله سبحانه ,, فساقه الماء إلى قصر فرعون ,, وكان مطلاّ على النيل ,, فالتقطته ابنة فرعون وأدخلته إلى القصر ,, فلما رأته ( آسية ) زوجة فرعون رضي الله تعالى عنها ,, طلبت من فرعون ألا يذبحه ,, فاستجاب فرعون لطلبها ,, وتربّى موسى عليه السلام في البلاط الفرعوني ..
ولما كلف الله موسى عليه السلام بالرسالة أيده بكثير من المعجزات ,, وكان من أبرز تلك المعجزات معجزتان تحدى بهما ما كان سائدا ومنتشرا آنذاك من السحر وهما : ( العصا واليد ) حيث أبطل الله تعالى بهما سحر السحرة ,, وأقام الحجة على فرعون وملأه ,, قال الله تعالى : [ وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهشّ بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى * قال ألقها يا موسى * فألقاها فإذا هي حية تسعى * قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى * واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى ]
وقد أشار القرآن الكريم إلى معجزات موسى عليه السلام بقوله تعالى : [ ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فسئل بني إسرائيل ]
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ( هي : العصا ,, واليد ,, والسنين ,, والبحر ,, والطوفان ,, والجراد ,, والقمّل ,, والضفادع ,, والدّم ..
قال الله تعالى : [ فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدّم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ]
( 1 ) العصا : وهي انقلاب عصاه حية تسعى ,, وابتلاعها حبال وعصيّ سحرة فرعون ..
( 2 ) اليد : وهي ادخال يده في جيبه ,, وإخراجها بيضاء من غير سوء ,, أي من غير برص ولا مرض ..
( 3 ) فلق البحر : وذلك عندما أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن يخرج ليلا ببني إسرائيل من مصر في اتجاه الأرض المقدسة في فلسطين ,, وأن يضرب لهم في البحر طريقا يبسا ,, فلما لحقهم فرعون وجنوده ,, ودخلوا البحر وراءهم ضمّ الله الماء بعضه إلى بعض ,, فأغرق فرعون وجنوده ونجى موسى ومن معه ..
( 4 ) السنين : وهي سنوات القحط والجدب التي أتت على مصر ,, بسبب قلة ماء النيل وانحباس ماء المطر ,, مما أدى إلى نقص الثمرات ..
( 5 ) الطوفان : وهو ارتفاع منسوب ماء النيل ,, والفيضان الذي أدّى إلى إتلاف الزرع وتهدّم المساكن ..
( 6 ) الجراد : حيث أرسله الله تعالى عليهم بكثرة ,, فلم يُبق زرعا ولا ثمرا ولا شجرا إلا أتلفه ..
( 7 ) القمّل : حيث سلط الله تعالى عليهم هذه الحشرة المعروفة .. وقيل : هي صغار الجراد .. وقيل : البقّ ,, فانتشرت فيهم وأقضّت مضاجعهم ..
( 8 ) الضفادع : سلط الله عليهم الضفادع ,, فكثرت فيهم ,, ونغصت معيشتهم ,, فكانت تسقط في أطعمتهم ويجدزنها في فرشهم وملابسهم ..
( 9 ) الدم : حيث استحال الماء في مصر إلى دم ,, فكانوا إذا رفعوا الكأس ليشربوا وجدوه مختلطا بالدم .. وقيل : ابتلاهم الله بالرعاف .. وقيل : أصيبوا بالدمّل هم وبهائمهم ..
كما أيد الله تعالى موسى عليه السلام بمعجزات كثيرة غير الذي ذكرنا ,, منها : ضرب المقتول بجزء البقرة وعودة الحياة إليه ,, وإخباره عن القاتل ... وتظليل الغمام لبني إسرائيل ... وإنزال المنّ ,, وهو حلوى ,, والسلوى : وهو طائر لذيذ ,, وغير ذلك من المعجزات الباهرات التي قصّها علينا القرآن الكريم ...
فسبحان ربي ربّ العزة والجلال وتعالى عما يصفون ,,, إنما أمره إذا أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون ,,, لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون ,,, فعال لما يريد ,,, يمهل ولا يهمل ,,, العزيز الجبار الكبير العلي المنتقم ,,, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين