طب
الثلاثاء 21-12-2010م
الدكتور محمد منير أبو شعر
يحذر كبار الاختصاصيين من الإدمان على الألعاب الإلكترونية، والتي تشمل آلاف الأنواع والأشكال المتجددة والمثيرة والمغرية، ليس للصغار فقط، بل حتى للبالغين والكبار أيضاً.
ترى ما الآثار السلبية لهذه الألعاب التي احتلت مكان الصدارة، وتشهد انتشاراً واسع النطاق في جميع أنحاء العالم؟.
الواقع أن أحدث الدراسات التي أجراها كبار العلماء والأطباء حول هذا الموضوع والتي شملت عشرات آلاف الأطفال من أعمار متفاوتة، جاءت نتيجتها متطابقة، وهي أن الإدمان ساعات عديدة يومياً على هذه الألعاب ذات الذبذبات الإشعاعية المؤذية، يؤدي إلى نزعات عدوانية، وميل إلى ممارسة العنف والشذوذ بكل أشكالهما، إضافة إلى ذلك فإن هذه الألعاب تؤثر على الحوامل والأجنة، وهي وراء العديد من الأمراض العصبية والنفسية.
كما دلت الفحوصات الطبية على أن المدمنين تعرضوا لتبدلات بيولوجية وجينية بالغة الخطورة، ولايمكن الشفاء منها، وهي تطول التوازن الصحي الجسدي والنفسي على حد سواء.. مايجعل هؤلاء المدمنين عرضة للتوترات العصبية، والميل إلى العنف والعدوانية لأتفه الأسباب، لأن صور العنف بكل أشكاله الذي شاركوا فيه بملء إرادتهم عبر الشاشة، تركت في نفسهم وذهنهم بصمات لاتمحى بسهولة، وتحتاج إلى جهود كبرى لاستبدالها بأخرى.
وأشارت المعلومات الصادرة عن منظمات قامت بإحصاءات دقيقة حول هذا الموضوع المهم والخطير أن مجموعة من الأطفال في فرنسا أمضت 14 ساعة متواصلة أمام شاشات الألعاب الإلكترونية، ولدى إخضاع هؤلاء الأطفال للفحوصات الطبية الجسدية والذهنية والنفسية الدقيقة تبين أن جهاز المناعة لديهم يعمل بأقل طاقته، أي أن احتمال التقاط فيروسات مرضية ارتفع 95٪ قياساً إلى وضعهم قبل تمضية هذه الجلسة الماراثونية أمام الشاشات المضيئة.
كما أن طاقاتهم الاستيعابية تدنت بنسبة 65٪ والجدير ذكره أن خطورة هذه الألعاب التي تطلق ذبذبات إلكترونية- مغناطيسية تتضاعف إذا كانت المسافة قريبة جداً بين اللاعب والشاشة.
إن ألعاب الفيديو تتطور بسرعة وتنتشر بسرعة أكبر وخاصة لدى الأطفال والمراهقين الذي يمضون معها جلّ أوقاتهم، فتكون النتيجة حرمانهم من الحركة واللعب في الهواء الطلق.
مع مايحمل ذلك من خمول وعدم إتاحة الفرصة لنمو الجسم وتنشيط الدورة الدموية، ومن ثمة عدم إيصال كميات كافية من الأوكسجين إلى الدماغ، ومن هنا يرى الخبراء أن ألعاب الفيديو ليست فقط تحرم الصغار من الحركة، بل تضعف قدراتهم العقلية وتضعف الذاكرة أيضاً..
وتلاحظ إحدى الباحثات أن الصغار الذين يدمنون ألعاب الفيديو ويمضون الساعات مع تلك اللعبة، هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالدوار وغباش النظر، وضعف الانتباه وعدم القدرة على التركيز، إضافة إلى نبضة العضلات اللا إرادية كما أنهم عرضة للإصابة بحساسية وميض الضوء المبهر، وإذا كان لابد من اللعب فليكن في غرفة جيدة الإضاءة ليست معتمة وأن تكون الشاشة على بعد 3 أمتار على الأقل، وألا يستغرق زمن اللعب بها أكثر من ساعة.