أنا إن سقطت فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاح
وانظر إلى شفتي أطبقتا على هوج الرياح
أنا لم أمت! أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراح
واقرع طبولك يستجب لك كل شعبك للقتال
يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد الموت زال
يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد الموت زال
ولتحملوا البركان تقذفه لنا حمر الجبال
هذا هو اليوم الذي قد حددته لنا الحياة
هذا هو اليوم الذي قد حددته لنا الحياة
للثورة الكبرى على الغيلان أعداء الحياة
فإذا سقطنا يا رفيقي في جحيم المعركة
فإذا سقطنا يا رفيقي في جحيم المعركة
فانظر تجد علما يرفرف فوق نار المعركة
ما زال يحمله رفاقك يا رفيق المعركة
ما زال يحمله رفاقك يا رفيق المعركة
من قصيدة المعركة للشاعر الفلسطيني معين بسيسو
معين بسيسو
شاعر ومناضل يساري فلسطيني معروف كتب أشعاره بالمدفع والرشاش لا بالقلم ، وأصبحت أبياته الشعرية هتافاً للمتظاهرين والغاضبين بالشوارع العربية .
ولد في مدينة غزة 10 /10/ 1926، و أنهى دراسته الثانوية في كلية غزة، بعد الابتدائية..
سنة 1948 التحق بكلية الصحافة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة؛ وعندما تخرج، سافر صيف 1952، إلى العراق، وعمل مدرساً هناك، لمدة عام، اعتبرته أجهزة الأمن العراقية، بعده، "غير مرغوب في بقائه بالعراق" بسبب نشاطه الشيوعي.
عاد إلى غزة،وعمل مدرساً في مدرسة الشجاعية الإعدادية للبنين، وبعد عدة أسابيع أصبح ناظراً لمدرسة جباليا الإعدادية للبنين (لاجئين).
قاد معين انتفاضة مارس آذار 1955 في قطاع غزة، في اليوم التالي للاعتداء العسكري الإسرائيلي على بير الصفا، بضواحي غزة (28/ 2/ 1955)، وامتدت الانتفاضة لثلاثة أيام بلياليها ، و رغم موافقة عبد الناصر على مطالب الانتفاضة، بإلغاء "مشروع سيناء لتوطين اللاجئين"، وتحصين قطاع غزة، وتسليح أهله، وتدريبهم، فإن الرئيس أمر باعتقال 68 من قادة الانتفاضة ونشطائها، وفى مقدمتهم معين واثنين من أشقائه (أسامة، وسعد).
رغم الإفراج عن كل المعتقلين المصريين، في يوليو/ تموز 1956، لا أدرى لماذا استثنى المعتقلون الفلسطينيون من تبييض السجن هذا، وبقى منهم في سجن القناطر، 21 معتقلا، معظمهم من الشيوعيين، مع أخ مسلم واحد، هو فتحي البلعاوى. ولم يتم الإفراج عن أولئك المعتقلين الواحد وعشرين، إلا غداة انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة (7/3/1957)، وعلى ثلاثة أفواج، وفى مطلع كل شهر، ابتداء من يونيو/ حزيران. وكان من الطبيعي أن يأتي دور معين في الفوج الثالث والأخير مطلع أغسطس/ آب 1957.
أعيد معين إلى عمله، ناظراً لمدرسة صلاح الدين الإعدادية للاجئين في مدينة غزة، هذه المرة. وعاش معين حياته السياسية بالطول والعرض، حتى آخر العام 1958، حين استفحل الخلاف بين عبد الناصر وبين الرئيس العراقي، عبد الكريم قاسم، حيث ألح الأول على ضرورة تحقيق الوحدة العربية الاندماجية بين العراق والجمهورية العربية المتحدة "مصر وسوريا" فيما أقترح قاسم اتحاد فيدرالي، مراعيا خصوصيات هذه الوحدة. وقد أيد "الشيوعي العراقي" ومعه "الوطني الديمقراطي العراق"، وبعض "الاستقلال العراقي" قاسم في اقتراحه هذا، ما أثار حفيظة عبد الناصر، ومهد لحملة إعلامية بدأ الأمين القطري لحزب البعث في العراق، حينذاك، عبد الله الريماوي، والكاتب الصحفي المقرب من عبد الناصر، محمد حسنين هيكل، الذي لم يحتج إلى من يحرضه على الشيوعيين بالذات، وهو ابن مدرسة "أخبار اليوم" المدلل، وهى الدار الصحفية التي سبق وأن أقيمت، سنة 1944، بأموال المخابرات المركزية الأمريكية CIA، ولم ينكشف إلا أمر أحد مؤسسي الدار مصطفى أمين كجاسوس للمخابرات المركزية الأمريكية (1965)!.
تصاعدت الحملات الإعلامية بين القاهرة وبغداد، خاصة بعد فشل انقلاب الشواف (8/ 3/ 1959)، في الموصل ضد قاسم، وبتحريض من عبد الناصر. الذي كان قد شن حملة اعتقالات واسعة ضد الشيوعيين في مصر وسوريا، ليلة رأس السنة 1958/ 1959. وبعد فشل الشواف، شن عبد الناصر حملة اعتقالات أخرى، في 28/ 3/ 1959، طالت هذه المرة الشيوعيين الفلسطينيين في قطاع غزة (23/ 4/ 1959)، عززها عبد الناصر بحملة أخرى، في 10/ 8/ 1959، وبها وصل عدد المعتقلين الشيوعيين الفلسطينيين 31 معتقلا، في مقدمتهم معين، الذي كان ضمن الحملة الأولى.
استمر المعتقلون الفلسطينيون في السجن الحربي، بإحدى ضواحي العاصمة المصرية، القاهرة، حتى 29/ 8/ 1960، حيث نقلوا - بعد الإفراج عن أربعة منهم، بينهم خطيبة معين، صهباء البربرى - إلى سجن الواحات الخارجة الصحراوي، ومنذ ربيع العام التالي بدأ الإفراج، دفعة، عن المعتقلين، فبراير/ شباط، مايو/ أيار، يوليو/ تموز 1961، مارس/ آذار 1962، ومارس/ آذار 1963. وفى الفوج الأخير كان معين مع خمسة من رفاقه.
عاد ناظراً إلى مدرسة صلاح الدين، التي أعتقل منها، وبقى فيها حتى أواسط يناير/ كانون الثاني 1966، حيث غادر القطاع إلى بيروت، وعمل هناك في مكتب خدمات إذاعية ليغادرها، مطلع 1967،إلى دمشق، حيث تم تعيينه كاتباً في يومية "الثورة" الدمشقية، والتي سرعان ما أصبح نائبا لرئيس تحريرها، حتى ربيع 1968، حيث تم تسريحه. فانتقل، في آخر العام نفسه، إلى القاهرة، ليصبح مشرفاً على صفحة "فكر وفن" في عدد الجمعة من يومية "الأهرام" القاهرية.
بعد انتقال حركة المقاومة الفلسطينية، وقيادة منظمة التحرير في الأردن إلى لبنان أواخر 1971، التحق معين بقيادة المنظمة، وأصبح الشاعر المقرب من رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة، ياسر عرفات (أبو عمار).
انتخب معين، في ثلاث دورات متتالية، عضوا في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين (1972/ 1977/ 1980).
أغنى المكتبة الشعرية الفلسطينية والعربية بأعماله التالية :
في الشعر :
المعركة سنة 1952
المسافر .
حينما تمطر الحجار .
مارد من السنابل .
الأردن على الصليب .
فلسطين في القلب .
الأشجار تموت واقفة .
قصائد على زجاج النوافذ .
جئت لأدعوك باسمك .
آخر القراصنة من العصافير .
الآن خذي جسدي كيساً من رمل .
القصيدة.
الأعمال النثرية :
نماذج من الرواية الإسرائيلية المعاصرة ( 1970 ) .
يوميات غزة - غزة مقاومة دائمة (1971) .
أدب القفز بالمظلات (1972) .
دفاتر فلسطينية ( 1977 ) .
مات الجبل ، عاش الجبل ( 1976 ) .
الاتحاد السوفيتي لي (1983).
الشهيد البطل باجس أبو عطوان
88 يوم خلف متاريس بيروت (1983) .
و كتب في العديد من الجرائد و المجلات العربية :
- في جريدة الثورة السورية تحت عنوان من شوارع العالم .
- في جريدة فلسطين الثورة تحت عنوان نحن من عالم واحد .
و كتب مقالات عديدة :
- في مجلة الديار اللبنانية .
- في مجلة الأسبوع العربي اللبنانية .
- في مجلة الميدان الليبية .
و شارك في تحرير جريدة المعركة التي كانت تصدر في بيروت زمن الحصار مع مجموعة كبيرة من الشعراء و الكتاب العرب .
كان أحد أبرز رواد المسرح الفلسطيني وكتب عدة مسرحيات منها:
ثورة الزنج .
شمشون ودليلة .
شي غيفارا .
العصافير تبني أعشاشها بين الأصابع.
كليلة و دمنة.
ترجم أدبه إلى اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والروسية ، و لغات الجمهوريات السوفيتية أذربيجان ، أوزباكستان و الإيطالية و الإسبانية و اليابانية و الفيتنامية و الفارسية .
حائز على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة " اللوتس " التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا .
حائز على أعلى وسام فلسطيني ( درع الثورة ) .
كان مسؤولاً للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين .
كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني .
استشهد أثناء أداء واجبه الوطني في لندن، حيث كان يزور ابنه توفيق، الذي كان يدرس هناك، وكانت الوفاة في 24/ 1/ 1984، ودفن معين في القاهرة، بعد أن رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح بدفنه في مدينة غزة.