جمع شهر آذار/مارس بين حليم الأصل وحليم الصورة ولكن للأسف في ذكرى وفاتهما ألا وهما العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ومحبه وعاشقه والذي قدم له فيلما حول حياته وهو الفنان احمد زكي الذي كان فيلم حليم آخر أعماله السينمائية والذي لم يمهله القدر حتى يكمله وأكمل ابنه هيثم باقي لقطات الفيلم، بل وجمع بينهما أسبوع واحد فاحمد زكي توفي في 27 مارس 2005 والعندليب الأسمر توفي 31 مارس 1977 لذا فعلى مدى حلقتين نقدم حليم الأصل والصورة على صفحات الراية في الذكرى الرابعة للصورة (أحمد زكي) والثانية والثلاثين للأصل عبد الحليم حافظ.
قدم تقريبا جميع الأدوار والشخصيات
أحمد زكي الفنان الأسمر الوحيد في تاريخ السينما المصرية الذي صار نجما بعيدا عن مقاييس الوسامة التي قادت خطى رشدي أباظة وحسن يوسف وكمال الشناوي واحمد رمزي وعمر الشريف وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز بل ومن جاءوا بعده مثل احمد عز وهاني سلامة، وبعيدا عن مقاييس الفتوة التي قدمها فريد شوقي ومحمود المليجي ومحسن سرحان وأنور وجدي.
أحمد زكي بدأ حياته الفنية بمشاهد قليلة جدا في مسرحية هاللو شلبي والتي ظهر فيها مقلدا لبض الفنانين خاصة محمود المليجي فكشف عن موهبة رائعة أفادته فيما بعد في تقديم الشخصيات التاريخية، بعدها كانت شهرته مسرحيا من خلال مدرسة المشاغبين مع عادل إمام وسعيد صالح ومسرحية العيال كبرت مع سعيد صالح ويونس شلبي، تلك الشهرة التي واكبتها شرهة تليفزيونية عند نجاحه في تجسيد شخصية عميد الأدب العربي في رائعة الأيام التي أخرجها يحيى العلمي للتليفزيون، وكان مسلسل هو وهي مع سعاد حسني احد أهم المحطات الفنية في حياته، لكنه وللغريب ترك المسرح والتليفزيون وانطلق في عالم السينما وبسرعة الصاروخ احتل مكانة مهمة ليس بين ابناء جيله بل بين جميع الفنانين في تاريخ السينما المصرية ولهذا أسبابه.
أحمد زكي له في قائمة أحسن مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية عدة أفلام منها أبناء الصمت لمحمد راضي عام 1974 البريء للمخرج الرائع عاطف الطيب عام 1986، الحب فوق هضبة الهرم لعاطف الطيب عام 1986، وزوجة رجل مهم لمحمد خان عام 1988، أحلام هند وكاميليا لمحمد خان أيضا عام 1988، مع العلم أن هذه القائمة لو أعيد وضعها مرة أخرى لضمت له أفلاما كثيرة تعد علامات في تاريخ السينما المصرية ومنها ارض الخوف وأيام السادات والهروب وناصر 56 أحمد زكي هو انجح من قدم أفلام السير الذاتية أو الحياة الشخصية للراحلين فقدم ناصر 56 كما قدم أيام السادات وآخر أعماله حليم في حين لم تنجح من قبل أفلام مصطفى كامل وسيد درويش لفنانين آخرين بنفس النجاح والجماهيرية.
احمد زكي واحد من قلائل الفنانين الذين قدموا تقريبا جميع الأدوار والشخصيات على الشاشة فقدم المدمن وتاجر المخدرات والمعلم والموظف البسيط وضابط الشرطة ولاعب الملاكمة والكاراتيه والطيار والصحفي والجندي المحارب وجندي الحراسة والسائق والمصور والفتوة والمطرب والهارب والمحامي والمدرس والدجال والبواب والوزير ورئيس الجمهورية.
أحمد زكي يعد أكثر الفنانين الذين وقفوا أمام نجمات السينما على مر الأجيال، مع ماجدة الصباحي في العمر لحظة، مع عفاف شعيب في ضد الحكومة، مع نادية الجندي في الباطنية، مع نبيلة عبيد في التخشيبة والراقصة والطبال وشادر السمك، مع مديحة كامل في درب الهوى وأبناء الصمت، مع آثار الحكيم في الحب فوق هضبة الهرم، مع نورا في أربعة في مهمة رسمية، مع صفية العمري في البيه البواب، مع ميرفت أمين في زوجة رجل مهم وفيلم ولاد الايه، مع ليلى علوي في الرجل الثالث، مع منى زكي في اضحك الصورة تطلع حلوة وأيام السادات، مع سولاف فواخرجي في حليم، مع نجوى إبراهيم في المدمن، مع هالة صدقي في الهروب، مع يسرا في فيلم البداية.
مع رغدة في استاكوزا والإمبراطور، مع نجلاء فتحي في أحلام هند وكاميليا وسعد اليتيم، مع الهام شاهين في فيلم البريء، مع وفاء سالم في النمر الأسود، مع معالي زايد في البيضة والحجر، مع سماح أنور وفيفي عبده في امرأة واحدة لا تكفي، مع سعاد حسني في الدرجة الثالثة والراعي والنساء وشفيقة ومتولي، مع شيرين رضا في نزوة، وحسن اللول، مع تيسير فهمي في العوامة 70، مع ناهد يسري في فيلم البرنس، ومع غادة عبد الرازق وعبير صبري في فيلم البطل، ومع شيرين سيف النصر في سواق الهانم، ومع لبلبة في معالي الوزير، ومع منى عبد الغني في الباشا ومع عبلة كامل في هستيريا ونهلة سلامة في مستر كاراتيه أي انه قام ببطولة الأفلام أمام 33 نجمة وهو اكبر رقم تجده لبطل أفلام في تاريخ السينما المصرية.
هو الفنان الوحيد الذي توفي أثناء
تمثيل فيلم سينمائي
أحمد زكي تعامل مع أبرز مخرجي السينما المصريين وبالتحديد مخرجي الواقعية الجديدة من أمثال عاطف الطيب في البريء، الهروب، ومحمد خان في موعد على العشاء، العوامة "، أيام السادات وداوود عبد السيد في أرض الخوف، واختاره يوسف شاهين لفيلم إسكندرية... ليه؟ وخيري بشارة وشريف يحيى وصلاح أبو سيف واشرف فهمي وعلي عبد الخالق ومحمد فاضل وإيناس الدغيدي وطارق العريان وسمير سيف ويوسف فرنسيس وشريف عرقه.
أحمد زكي هو الفنان الوحيد الذي توفي أثناء تمثيل فيلم سينمائي ويكمل ابنه الفيلم بدلا منه وهو الفنان هيثم احمد زكي الذي قدم بعدها فيلمين لم يحققا نفس النجاح، أول أفلامه هو أبناء الصمت 1974 وآخر أفلامه هو حليم 2004 أما أول بطولاته المطلقة فكان المدمن مع نجوى إبراهيم 1983، اشتهر في مراحل حياته بأسماء بعض أدواره الناجحة مثل المحامي مصطفى خلف في ضد الحكومة عن مافيا التعويضات في مصر وعبد السميع في فيلمه الرائع البيه البواب وسفروت في الباطنية والمعلم احمد أبو كامل في شادر السمك.
من أفلامه غير المشهورة بقوة شفيقة ومتولي 1978 طائر على الطريق 1981 عيون لا تنام 1981 موعد على العشاء 1981 الأقدار الدامية 1982 الاحتياط واجب 1983 الليلة الموعودة 1984 البرنس 1984 الإمبراطور 1990 كابوريا 1990 المخطوفة 1991 حسن اللول 1997، سبق لأحمد زكي الزواج من الممثلة الراحلة هالة فؤاد وأنجبا ابنهما هيثم أحمد زكي، الذي قام بإكمال دور والده في فيلم حليم بعد رحيله.
أحمد زكي قال لرغدة التي كانت بجواره دائما سأموت يا رغدة تراهنيني؟ قالت له ( لن تموت يا أحمد أراهنك ) كان ذلك قبل أن يدخل في الغيبوبة القاتلة بثوان لم يكن بجواره في تلك اللحظة الفارقة سواها، رغدة فور أن تلقت الخبر اتجهت كي تهيئ مقبرته بقراءة القرآن الكريم على روحه التي صعدت إلى بارئها قبل أن يستقر فيها جثمانه وفي إصرار يقترب من شفافية الصوفية نزل أحمد السقا إلى الثرى ليودعه حتى المكان الأخير دون أن ينتظر كاميرا تصور خلجاته أو ميكروفونا يلتقط مشاعره أو صحفيا يسأله عن الفقيد الراحل.
أحمد زكي استقبل خلال الفترة من 18 أبريل وحتى 18 يوليو 2004 أثناء مرضه 42 ألف رسالة إلكترونية من جميع دول العالم و187 ألف رسالة بالبريد منها حوالي 50 ألف رسالة من داخل مصر، في حين تلقى 391 ألف رسالة خطية عبر الهاتف، هذا بخلاف 17 ألف باقة ورد وصلت من معجبيه من المصريين والعرب بالإضافة إلى 3250 طردا من جميع أنحاء العالم يحمل بعضها حبة البركة من اليمن ومياه زمزم من السعودية وأعشابا طبية من الصين والسودان ونباتات برية للعلاج من موريتانيا وغذاء ملكات نحل أرسله عربي مقيم بالدنمارك جلبه من أوزبكستان، بالإضافة إلى آلاف المصاحف والسبح والتعويذات.