بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة على رسول الله...و على صحبه ، ومن اهتدى بهديه و من ولاه..
أما بعد...
أختي الحبيبة صدقا لا دري لماذا كلما فكرت في الكتابة انصب تفكيري و اهتمامي نحوك ..لكن يشهد الله أني أحدثك من منطلق أخوتي لك في الرحمن و خوفي عليك...
أتيتك بكلمات ...نطق بها قلبي قبل شفاهي...و همست بها في أذنيك.... علها تكون سببا في أوبتك و توبتك إلى مولاك... إلى الطريق الصحيح.... إليك اكتب...فأعطني قليلا من وقتك.....
إلى أختي التي ...أخطأت... وزلت أقدامها....فدمرت خطيئتها حياءها و عفتها...إلى التي استحوذ الشيطان على مشاعرها... فصارت مكبلة أسيرة ... لا تملك إلا أن تقول : السمع و الطاعة...
كنت قبل ذلك اليوم فتاة طاهرة عفيفة ، نقية ، تقية ..بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان ......... كنت قبل ذلك ... أيضا تنعمين بقرب المولى عز وجل... و تلتذين السويعات التي تقضينها.. بين يديه خوفا و طمعا.... رغبة ورهبة فيه ومنه .... و أنت هكذا...... و أنت هكذا....
إلى أن خطر في نفسك خاطر... و هفت في قلبك هفوة... و لكن العيب ليس في الخطا.... إنما في الاستمرار فيه .... و الإقتناع به.. رغم ضرره المباشر عليك...
ذلك اليوم الذي سمحت لسهام إبليس المسمومة أن تخترق نقاوة قلبك ..الطاهر.... و يوم رضيت بعتمة تشوب صفاء و نقاء جوارحك...
أتذكرينه..إنه ذلك اليوم الذي رمى في ذلك الذئب سهامه عليك.... نظراته المسمومة..المليئة بالحقد و الغدر و الطمع... و الخالية تماما من الحب والطهر و الفضيلة ...التي زينها لك إبليس ..فصارت عندك فجأة أهم من ركعة في جوف السحر...أهم من دعوة والدة في جوف الليل..... أهم من دمعة تائب كنت يوما ما سببا فيها بتوفيق الله...
ذلك هو اليوم الذي خلعت فيه ثوب الستر و الحياء و الفضيلة.... والحياء..ذلك أن السهام التي أصابت قد فعلت فعلتها في قلبك.... و أثر سمها في كيانك كله...... و رغم ذلك –ياعجبا- لم أراك تطلبين ترياقا لدائك الذي يطهرك من تلك السموم.....
بعدها لم تقرئي آية واحدة بقلق خاشع كما كنت من قبل... و لم تنطقي بكلمة..أستغفر الله بقلب حاضر أبدا...بعدها لم تعد صلاتك...معدا ميمونا ..منتظرا..بل صارت حركات تؤدينها....بعدما كانت: "أرحنا بها يا بلال"... صارت يا حسرة: أرحنا منها...
و بعدها صارت أذناك ترنو لسماع الخبيث من القول.... و لا يطيب لها سماع الطيب من القول القول المبين...
و توالت الأيام ....و لازلت في غفلتك... و الهوى يستدرجك نحو حياض الخطيئة النتنة..... وسرت دونما مقاومة ...و لا إباء....
و أهلك ...جيرانك...يتساءلون:........ مابال هذه الفتاة الطاهرة النقية صارت هكذا؟؟؟؟
و لا تزال الأيام تتوالى ... ولا جديد عندك غير اللهو و المعاصي.... التي اجتهدت و بذلت ما عندك للفوز بها .... بئسما كسبت ..........
و اتخذت لك أعوانا لا يقصرون في جرك و جرك ...نحو الهاوية ..و لم تهزك دموع أمك المسكينة التي تفطر قلبها خوفا عليك.... من ذئاب من شياطين .... من غضب الرحمن قبل ذلك كله...
لم تعودي تذكرين أبدا تلك الليالي الطوال التي تقضينها على سجادتك بين زوايا غرفتك الصغيرة تحملين المصحف.. تطهرين قلبك و شفاهك بتلاوته تارة ..... و تغذي روحك بسجدات صادقات تراة أخرى .....لم تعد تلك الكلمات تتردد في ذهنك كما كانت من قبل:....عينان لا تمسهنا النار..عينان لا تمسهما النار....عينان لا تمساهما النار..... اختفت شيئا فشيئا.... حتى نسيتها.....
انحدرت بعيدا...بعيدا... و ركنت إلى الوحدة ....بعيداعن موكب النور...... وغرقت في بحور اللهو ..و صارت أمواجه تلعب بك فتاخذك هنا و هناك ... و أنت ماعليك إلا تجرع مرارة الخطأ و الألم و الضياع....
و أنت هكذا... و أنت هكذا... إلى أن أذن الرحمن بحلول رحمته عليك ... و أتتك نفحات من لطفه و عنايته ..
فعدت إلى مولاك باكية ذليلة نادمة على ما كان منك من الظلم بحق مولاك ... الذي حرم الظلم حتى على نفسه.. و بحق نفسك و أهلك ..
فرحة مولاك بتوبتك أكبر مكسب..."" لله أشد بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ،فانفلتت منه و عليها طعامه و شرابه فأيس منها ،فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ، فبينما هو كذلك إذا هو بها ، قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي و أنا ربك ، اخطأ من شدة الفرح ...""
فرحة بأو بتك ، بعودتك إلى ربك إلى دينك.. إلى طاعة الله عزوجل... و عادت أيام الطاعة ... و حلاوة الغيمان و انجلت عنك سحابة العصية ... و بدأت انطلاقة جديدة في ظل الطاعة .... فجددت حجابك ... و أصلحت ..أخطاءك .. و عدت إلى الله عودا جميلا...
مبارك عليك عودتك المباركة.... ثبتك الله
فكوني أختاه هكذا ..........و لا تكوني هكذا..............
منقوووووووووول