تسألني من أنت؟
وإلى أين تذهبين؟
وفي أي مكان تقيمين ؟
أخشى أن أخبرك !!!
أخاف أن أوضح لك هويتي بطريقة غير عادية
لازلت تعاود السؤال بصورة استفزازية
سأخبرك إذن أني ابنة القضية
وأني عربية فلسطينية
وأني أنا سر الهوى المرتد في شفة الخليل
أنا التي احتضن ذكريات قمم الكرمل والجليل
أنا غصن زيتون من أشجار حيفا
وحبة برتقال من بيارات جنين
لاتتجهم أعلم أن هويتي تغضبك
وتشعلك وتثيرك وتقلقك
وستجعلك تهب واقفاً مستنفراً
لتدقق فيها مئات المرات مستغرباً
ربما ستأخذني إلى غرفة التحقيق مكبلة
لكن لن تجعلني انتقص من وطنيتي
أنا أعلى من القضبان
وأقوى من السجان
أنا ابنة شعب تعود على سيل الأحزان
انظر إلى حزن عيني لتعرف من أنا
وحدق في جبيني المضيء بالسنا
أنا من وطن تخشون أن تذكرونه
تتاجرون به وتبيعونه
تذكر أننا عندما نادى الوطن لبينا الندا
نساءً رجالاً لايهابون العدا
ملأنا الأرض ناراً وغضب
وحجارة أرضنا كانت في عيونهم شهباً من لهب
أقمنا ثورة الكرامة والحجارة بنفوس أبيات
ثورة تختفي أمامها الكلمات
وكل الخطب والمصطلحات
رصاصنا كان قُبل للأرض تحرق الغزاة
وحمحمة خيولنا شارة بموعد آت
وصهيلها يملأ الأفق شرفاً وتحديات
لم نوقف ثورتنا بل فرضتم ذلك بالاجتماعات والمؤتمرات
وحقنتم أفواهنا بالمسكنات
لكننا يوماً عائدون
وبوطن الأنبياء فائزون
وحمائم السلام سنطيرها هناك فوق ربانا
وأغصان الزيتون سنرفعها على مآذن قُرانا
عندها لن تسألني من أنتِ
وقتها غضبك لن يساوي شيئاً أو يكون له معنى أومنطقية
سأضع خارطة بلادي على صدري وأتجول في المدن العربية
وقبل أن تسألوني من أين وإلى أين
ستخبركم أنّ من تحملها عربية فلسطينية
كانت في نظركم يوماً ابنة القضية المأساوية