السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
* اليوم أعرض لكم عن كاتب فلسطيني و هو (( غسان كنفاني )) ، و روايته الرائعة (( رجال في الشمس ))
نبذة عن الكاتب :
* الراحل الشهيد ، غسان كنفاني فلسطيني المولد عكا ( عام 1936 ) عاش في يافا و نزح مع النازحين الى جنوبي لبنان بعد نكبة 1948م مع ذوية لفترة قصيرة ثم انتقل مع عائلته الى دمشق ...
عمل في شبابه المبكر في النضال الوطني و بدأ حياته معلما للتربية الفنية في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينين ( الأونوروا ) في دمشق .. انتقل بعدها الى الكويت 1956 عمل فيها مدرسا للرسم و الرياضة و كان اثناءها يعمل في الصحافة و أثناءها ايضا بدأ انتاجه الادبي .. انتقل الى بيروت و عمل محررا ادبيا لجريدة الحرية الاسبوعية و جريدة الانوار و الحوادث حتى عام 1969 بعدها اسس صحيفة الهدف الاسبوعية و بقي رئيسا لتحريرها حتى استشهاده في 8 يوليو (تموز) 1972م .
رواية رجال في الشمس :
* "رجال في الشمس" هي الرواية الأولى للكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني ، و الرواية تصف تأثيرات نكبة فلسطين سنة 1948 على الشعب الفلسطيني من خلال أربعة نماذج من أجيال مختلفة ( أبو قيس ، أسعد ، مروان ، أبو الخيزران ) ، كما أن هذه الرواية تحمل قيمة رمزية جسدت تاريخ الهزائم التي خاضتها الجيوش العربية ، و هي تقدم الفلسطيني في صيغة اللاجئ - كما يرى الناقد فاروق عبد القادر - و هي الصيغة التي يطورها غسان كنفاني في روايتيه " ما تبقى لكم " و" عائد إلى حيفا " حيث يقدم الفلسطيني/الفدائي متمشيا بذلك مع تطور القضية الفلسطينية ذاتها .
نبذة عن شخصيات الرواية :
أبو القيس.. البحث عن شجرات الزيتون..!!
" أبو القيس" هو أول الشخصيات التي تعرضها الرواية ، رجل فقد بيته و شجرات الزيتون التي يملكها و أصبح يعيش مع زوجته الحامل و ابنه الصغير في المخيمات ، لا يجرؤ على التفكير في السفر للكويت حيث سافر الكثيرون و عادوا بالأموال التي حققوا بها أحلامهم الخاصة ، "أبو القيس" شديد الارتباط بوطنه ، يحلم بعودة ما كان ، لكنه لا يعرف كيف يمكن أن تحدث هذه العودة بعد ضياع كل شيء ..
أسعد.. المطارد ..!!
أما الشخصية الثانية في الرواية فهو "أسعد"، و هو شاب مناضل تطارده السلطات بسبب نشاطه السياسي ، لكنه يحاول الهرب إلى العراق بمساعدة أحد أصدقاء والده القدامى ، ذلك الصديق الذي يسلبه عشرين دينارًا ويتركه في منتصف الطريق واعدًا إياه بشرفه أن يقابله بعد المرور على نقطة التفتيش ،
و لا يفي بوعده ، فيفقد أسعد ثقته في البشر جميعًا ، لكنه يستطيع الوصول إلى العراق مصممًا على عبور الحدود إلى الكويت ليستطيع أن يكون ثروة يرد بها الـخمسين دينارًا التي أقرضها له عمه ليبدأ بها حياته و يتزوج ابنة عمه التي لا يحبها لكنها خطبت له يوم مولدهما ..
مروان.. الغوص في المقلاة..!!
أما "مروان" فهو فتى في المرحلة الثانوية يضطر لترك المدرسة و الذهاب إلى البصرة ليدخل منها إلى الكويت بمساعدة المهربين حتى يعمل و ينفق على أمه و إخوته الصغار .. أخو مروان يعمل بالكويت ، و كان يرسل إلى الأسرة ما يكفيها ، لكنه تزوج و توقف عن إرسال نقود ، بل أرسل رسالة إلى مروان يقول له فيها: لا أعرف معنى أن أظل أنا أعمل و أنفق على الأسرة بينما تذهب أنت إلى المدرسة السخيفة التي لا تعلّم شيئًا .. اترك المدرسة و غص في المقلاة مع من غاصوا..!! و بسبب توقف النقود يقبل والد مروان الزواج من فتاة فقدت ساقها بسبب قنبلة في غارة يهودية ؛ لأنها تملك دارًا من ثلاث حجرات بسقف إسمنتي ، فيهرب بذلك من مسئولية أسرته ، و يحقق حلمه بالحياة في بيت له سقف بدلاً من خيام اللاجئين ، و يؤجر حجرتين و يسكن هو و زوجته الجديدة في الحجرة الثالثة.
دوافع الخروج من فلسطين :
كان لكل من الشخصيات الثلاثة ( أبو قيس ، مروان ، سعد ) دوافع للخروج من فلسطين ، فكان دافع أبو قيس تأمين مستقبل لأبنائه ببناء بيت يضمهم و شراء قطعة أرض تكفل سبل العيش ، أما دافع أسعد فهو البحث عن فرصة للعمل تذر عليه راتبا ً يؤمن له حياة مستقرة ، و دافع مروان البحث عن أخيه الذي انقطعت أخباره و أمواله ، أضافة ً البحث عن عمل يساعد به أسرته التي هجرها الأب بعد زواجه الثاني من شفيقة .