ارتهاج متميز
عدد الرسائل : 3003 العمر : 44 البلد : فلسطين تاريخ التسجيل : 15/11/2010 نقاط : 10516
| موضوع: تقديم و تأخير الساعة 2012-03-31, 12:31 am | |
| جاءت فكرة التوقيت الصيفى إلى العالم من خلال مبعوث أو موفد أمريكا إلى فرنسا بنيامين فرانكلين صاحب المثل الشهير فى الحث على النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا والذى يقول :
"Early to bed, and early to rise, makes a man healthy, wealthy and wise"
"النوم أو الذهاب للفراش مبكرا والنهوض منه مبكرا يجعل الإنسان صحيح البدن سليما معافى ، وثريا ، وحكيما"
حيث فكر عام 1786 فى أن الباريسيين بإمكانهم توفير الشموع إن استيقظوا مبكرا عن المعتاد لاستغلال ضوء الصباح .ولكن ذلك لاقى استهجانا وسخرية حيث لم يكن الأوربيون آنذاك يهتمون بدقة الوقت وجدولة الأعمال مثلهم فى ذلك مثل الرومان القدماء أيضا . واقترح إيقاظ العامة بإطلاق المدافع وقرع أجراس الكنائس وتقنين عدد الشموع .لكن سرعان ما تغيرت نظرة الأوربيين للأمر مع دخولهم عهد السكك الحديدية وشبكات الاتصالات ..
وقد اقترح التوقيت الصيفى لأول مرة عالم الحشرات النيوزلندى جورج فيرنون هدسون حيث منحته جهة عمله وقتا قصيرا لجمع الحشرات فعلم قيمة ساعات النهار فى الصيف وفى عام 1895 قدم ورقة لجمعية ولنجتون الفلسفية يقترح فيها تحويل الساعة بإضافة ساعتين إليها ، وبعدما حظى الاقتراح بالاهتمام فى كرايست تشرش فى نيوزلندا أتبعها بورقة أخرى عام 1898 . وبعض المصادر تنسب خطأ اختراع التوقيت الصيفى إلى البناء الإنجليزى والرحالة ويليام ويليت الذى فكر فى توقيت صيفى عام 1905 فى نزهة له قبل الإفطار حيث اكتشف أن كثيرا من اللندنيين ينامون لقسم كبير من النهار فى أيام الصيف . وضايقه اضطراره إلى الانتهاء من مباريات الجولف عند الغروب حيث كان يهوى لعبة الجولف لذلك فكر فى تحويل الساعة خلال أشهر الصيف وهو الاقتراح الذى قدمه ونشره بعد ذلك بعامين . ولكنه لم ينجح فى مسعاه فى المملكة المتحدة حتى وفاته عام 1915 . ولكن ألمانيا وحلفاؤها فى الحرب العالمية الأولى ومستعمراتهم كانوا أول الدول الأوربية التى تستعمل اختراع ويليت وبدأت ذلك فى 30 أبريل 1916 . كوسيلة من أجل توفير الفحم خلال فترة الحرب. وسرعان ما لحقت بهم بريطانيا ومعظم حلفائها والكثير من الدول الأوربية المحايدة . وانتظرت روسيا وقليل من الدول الأخرى حتى العام التالى لتطبق ذلك . وطبقته الولايات المتحدة فى عام 1918 .ومنذ ذلك الحين شهد العالم سن قوانين وإجراء تعديلات وإلغاء وإبطال لهذا النظام .
ويتم فى أوربا تقديم الساعة فى الربيع ، وتأخيرها أى إعادتها لوضعها الطبيعى الأصلى الحقيقى فى الخريف . ويتم ذلك فى منتصف ليلة عطلة نهاية الأسبوع لتلافى الارتباك فى جدول أعمال أيام الأسبوع . المتعارف عليه فى العالم تقديم أو تأخير ساعة واحدة لكن فى جزيرة لورد هوى فى استراليا يتم تقديم وتأخير نصف ساعة . وفى الماضى كان يتم التقديم والتأخير ساعتين وثلث .
يتفاوت يوم أو ميعاد تغيير الساعة حسب مناطق وفروق التوقيت فالاتحاد الأوربى يطبق التوقيت الصيفى فى وقت واحد وميعاد واحد . ولكن الولايات المتحدة واستراليا لاختلاف التوقيت بين مناطقها تتفاوت فيها المسألة .ويتفاوت وقت بدء ووقت نهاية التوقيت .. فمنذ 1996 أصبح التوقيت الصيفى فى أوربا يبدأ فى آخر يوم أحد فى مارس وينتهى فى آخر يوم أحد فى أكتوبر. وقبل ذلك لم تكن القواعد موحدة فى الاتحاد الأوربى. ومنذ 2007 تبدأ الولايات المتحدة وكندا فى تطبيق التوقيت الصيفى فى ثانى يوم أحد فى مارس وتنهيه فى أول يوم أحد فى نوفمبر أى ما يقرب من ثلثى السنة. وذلك تطبيقا للقانون الصادر عام 2005 . وقبل ذلك أى منذ 1987 حتى 2006 كان يبدأ التوقيت الصيفى من أول يوم أحد فى أبريل وينتهى فى آخر يوم أحد فى أكتوبر. وللكونجرس الحق فى إلغاء القانون الجديد .
وبالطبع ففى نصف الكرة الجنوبى يكون وقت بدء وانتهاء التوقيت الصيفى معكوسا ففى شيلى يبدأ التوقيت الصيفى من ثانى يوم أحد فى أكتوبر وينتهى فى ثانى يوم أحد فى مارس. لذلك يتفاوت فرق التوقيت بين المملكة المتحدة وشيلى ما بين 3 أو 4 أو 5 ساعات .
وفى مناطق مثل الصين وأيسلندا أى فى نصف الكرة الغربى تقوم بتطبيق التوقيت الصيفى طوال العام حيث تتقدم ساعة عن التوقيت الشمسى الرئيسى فتستعمل التوقيت الصيفى طوال العام . والعكس فى الهند. وقد قامت بريطانيا وأيرلندا بتطبيق التوقيت الصيفى طوال العام فى أعوام ما بين 1968 وحتى 1971 ولكنها توقفت عن تطبيقه بسبب عدم شيوعه خصوصا فى المناطق الشمالية . وفى مناطق مثل غرب فرنسا وأسبانيا تطبق التوقيت الصيفى بإضافة ساعة فى الشتاء وساعة أخرى زيادة فى الصيف. وذلك كله نتيجة اختلاف خطوط الطول.
ولا يتم تطبيق التوقيت الصيفى عند خط الاستواء لأن أوقات شروق الشمس لا تختلف حتى يتم ضبطها. فقط أقلية من تعداد سكان العالم هم من يستعملون التوقيت الصيفى لأن معظم آسيا وأفريقيا لا تستعمله .
وتكمن فائدة التوقيت الصيفى فى عدم إضاعة ضوء نهار شروق شمس الصباح . وعموما فلا يمكن تطبيق التوقيت الصيفى فى الشتاء لأن الصبح يكون أقل سطوعا وضياء وأكثر إظلاما مما لا يساعد على ذهاب الطلاب والعمال إلى مدارسهم وأعمالهم . والهدف أيضا هو إيقاظ الناس مبكرا ، وتقليل استعمال الكهرباء وضوء الشموع فى المساء وبالتالى توفير استخدام الطاقة. لكن وعلى كل حال فإن نسبة ما يتم توفيره من الطاقة ضئيلة جدا تتراوح ما بين نصف بالمئة وأربعة بالمئة على تفاوت البحوث والدراسات البريطانية والأمريكية التى تحدثت بهذا الصدد.
وله فوائد اقتصادية للتجار والباعة والأعمال الأخرى التى تستفيد من ساعة ضوء النهار الإضافية فى فترة بعد الظهر. فقد ربحت منها محال 7-Eleven بنحو 30 مليون دولار وزادت عائدات الجولف ما بين 200 إلى 300 مليون دولار. ولكن التوقيت الصيفى له عيوب أيضا فهو يقلل من نشاط المزارعين حيث يأتون وينصرفون فى وقت مبكر عن المعتاد فى الصيف مما يجعل عملهم أقل قيمة . وكذلك يضر بالإذاعات ومسرح السيارات وغيرها من المسارح. ويتسبب تغيير قوانين التوقيت فى خسائر مالية هائلة بالمليارات فى البورصات خصوصا فى يوم واحد كما حصل بالولايات المتحدة.
وترى بعض الدراسات أن التوقيت الصيفى يفيد فى تقليل حوادث المرور واختناقاته ولكن لا تعدو نسبة ذلك 1 إلى 5 % فهى نسبة طفيفة ويرى البعض عدم اختلاف الأمر خلال فترة تطبيق التوقيت الصيفى وعدم تطبيقه.
وفى بعض الدول يشجع مسئول الأمن العام ضد الحريق ، المواطنين على استعمال التوقيت الصيفى والشتوى كتذكير لهم بإعادة برمجة الترموستات وأجهزة التدفئة وتغيير بطاريات أجهزة الكشف عن الدخان وأول أكسيد الكربون ، وأمصال التطعيم الموسمية ، والتأكد من خلو أماكن التخزين من المواد الخطرة والقابلة للاشتعال .ويمكن للدول التى لا تطبق التوقيت الصيفى استعمال أول أيام الربيع والخريف كتذكير لهم بذلك.
قد يكون للتوقيت الصيفى فوائد صحية لوجود فرصة للتمرين فى فترة بعد الظهر ، وقد يؤدى إلى تكوين فيتامين د فى الجلد ولكنه أيضا قد يؤدى إلى سرطان الجلد. وقد يؤدى زيادة ضوء الشمس فى الصيف إلى اضطراب العاطفة الموسمى ، ويقلل التوقيت الصيفى من ذلك لأنه يجعل الناس تنهض مبكرا عن المعتاد . لكن التوقيت الصيفى قد يؤذى ويضر مرضى العشى الليلى. وتحويل الساعة قد يضر بالنوم بشدة ويسبب اضطرابات النوم وتخفيض تأثيره ويدوم ذلك لأسابيع. ويسبب اضطراب الساعة البيولوجية للإنسان. وقد أثبتت دراسة سويدية فى عام 2008 أن الإنسان يكون أكثر عرضة للسكتات القلبية فى الأسابيع الأولى من الربيع أى بعد بدء تطبيق التوقيت الصيفى ، وتقل النسبة - نسبة التعرض- إلى أدنى مستوياتها فى الأيام الأولى من الخريف أى بعد انتهاء التوقيت الصيفى. وقد ذكرت حكومة كازاخستان أسبابا صحية ضمن مبرراتها لإلغاء التوقيت الصيفى فى عام 2005 .
| |
|
المديرالعام Admin
عدد الرسائل : 2832 العمر : 44 البلد : عين الزيتون قضاء صفد تاريخ التسجيل : 16/05/2008 نقاط : 13937
| موضوع: رد: تقديم و تأخير الساعة 2012-03-31, 12:36 am | |
| جزاك الله كل خير اخت ارتهاج على معلومات المفيدة
| |
|
ارتهاج متميز
عدد الرسائل : 3003 العمر : 44 البلد : فلسطين تاريخ التسجيل : 15/11/2010 نقاط : 10516
| موضوع: رد: تقديم و تأخير الساعة 2012-03-31, 12:52 am | |
| نورت الصفحة أشكر مرورك أخي المدير | |
|