دعيني ولو لمرةٍ
دعيني ولو لمرةٍ
أرتمي خِلسةً إلى خَرائِبَ ثقوبَ قلبكِ المتناهى
أفتِشُ عن ذاتي
عن كياني
عن ظِلٍ .. يَحتويني
عن وسادةً .. تؤويني
أغفو ما بينَ تناهيدَ ضَفائرُها حينَ تَغفو
ما بينَ هَدْهَدَةَ ترانيمَ خفقانَ قلبُها الشتى
لأُعيدَ للشمسِ كِبرياؤُها
ولأواسيكِ حينَ تَبكي ..
دعيني ولو لمرةٍ
أختَلِسُكِ خِلسةً ليحتويني وجهُ الأرضْ
فقدْ طالَ فِراقُنا
وألمتْ بِها دنياي !!
دعيني
أُسنِدَ براسي على كُفوفِ قَدَميها
أقبلهُم .. لتصبوا
لتَسْتَمِعَ لي
لتغفو
فبيني وبينها حكاياتْ
وبيني وبينها آهاتْ
فإذا ما نَصَتُ لها
أعلمْ بأنها سَوفَ تحكي ..
دعيني ولو لمرةٍ
ألقي ما بيّ من حِملٍ ثقيلٍ على عاتِقيكْ
دعيني أبوحُ لكِ .. وإليكْ
دعيني أقولها للمرةِ الأولى
وللمرةِ المليونْ .. أحبكِ
دعيني أعيدها مراراً وتكراراً أني .. أحبكِ
دعيني أهمسُ لكِ بأذُنَيكِ سراً
فلا أُطيقْ أنْ يستَمعُ إليهِ أحدا
أفهمتهِ .. أعرفتهِ
هو ذاكَ الذي سوفَ يكونُ بيننا ..
دعيني ولو لمرةٍ
أثني عليكِ بجزيلِ الشكرِ والعرفانْ
حينَ استمعتِ لقلبي
وحينَ تركتِ لي تلكَ المساحاتُ الشاسعة
لأفضي بكِ في الخيال
ولأجعلُ منكِ معلقةً في البيتِ الحرامْ
ولولا خوفي عليكِ
لقلتُ أنتِ ياسيدتي سيدةُ النساءْ
ولقلتُ أنتِ أنقاهُنّ
ولزدتُ عليها أجملهُنّ
وأعلمُ أنهُمْ سوفَ يثوروا عليكِ
فلـ يثوروا
ولـ يقولوا ما يقولوا
ولـ يزيدوا
فهناكَ ألفَ ألفَ حكايةٍ تُحكى عنا ..
دعيني ولو لمرةٍ
أسْمَعُها منكِ .. دونَ خجلٍ .. ودونَ خوفٍ
دعيني أعَلِمُكِ معنى الحبْ
وأينَ تقعْ مواطنكِ الاستفهام
ومن أينَ أنتِ تغارينْ
ومتى وأينَ يحُقُ لكِ ياسيدتي تبكين
وكيفَ إذا ما صارتْ الدنيا سعدٌ تضحكين
دعيني أعَلمُكِ كل حروفَ العطفْ
وكلْ ما هوَ مرفوعٌ بهِ
وأنَ وأخواتها
وإذا ما ألمَّ بكِ قوماً
صاروا صُغارا
وإذا ما احتواكِ الخوفُ
صارا اندثارا
وإذا ما ألمَّ بكِ الشوقُ
أصبحتِ كالمجنونةُ
تتوجسي بِشتى الجنونِ هلُمـَّ الاشتِعالا ..
دعيني ولو لمرةٍ
أغتالكِ دونَ استئذانْ
فأنا الوحيدُ الذي يخولكِ أن تستبيحينهُ وقتُما تشائينْ
ووقتُما أنتِ أردتِ لدمهِ أن يُسْتَباحْ
دعيني
فأنا الوحيدُ الذي يُمَكِنَكِ منهُ
لكي تَستَندي عليهِ وقتما أنتِ تشائينْ
ووقتما أنتِ تودين
أن تُلقي عليهِ بما يَحمِلهُ قلبُكِ من عظامِ الجبالْ
دعيني
فأنا الوحيد الذي لكِ أنتِ فقطْ
دمُهُ مهدورٌ سدى
دعيني
فأنا الصمتُ .. والبِكمُ
وأنا المنتهى
وإذا ما أردتِ شيئاً
جُعلتُ لكِ منّ ألا شيئ.. شيئاً يُقالا ..