أعرب وزير الخارجية والتخطيط في الحكومة الفلسطينية، الدكتور محمد عوض، عن خشيته من أن يكون عزم رئيس سلطة رام الله محمود عباس، على التوجه للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر)، لإعلان الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967م، مجرد حملةٍ إعلاميةٍ "لن تصل إلى أي نتيجةٍ تذكر".
ورأى عوض خلال مقابلةٍ مطولةٍ مع وكالة أنباء فارس الإيرانية، أن أي خطةٍ لإنجاح استحقاق أيلول لابد أن تستند إلى وحدة الصف الفلسطيني، مؤكدًا بالقول "بوحدتنا نستطيع التوجه للعالم بلسانٍ وخطابٍ واحد، لكي يفهم الجميع أننا نريد لا بل ونستحق دولة".
وكشف الوزير الفلسطيني النقاب عن فحوى لقائه ورئيس الحكومة بغزة إسماعيل هنية مع ممثل أبو مازن ومبعوثه الشخصي روحي فتوح في غزة مؤخرًا، لافتًا إلى أن المصالحة والملفات التي تشملها كمنظمة التحرير والصلح الاجتماعي كانت على رأس أجندة اللقاء.
وتحدَّث عوض عن تقديم حركة "حماس" عرضًا لفتوح يقضي بتشكيل لجنةٍ عليا من أجل دراسة الواقع الفلسطيني في ماضيه القريب، والاستفادة من هذه الدراسة، والعمل على إزالة كل أسباب الفرقة والخلاف والوصول لبرنامج موحد يضمن الشراكة السياسية، وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع، والعمل على إنهاء أشكال الصراع؛ بحيث يتم ضمان وحدة الصف بعد المصالحة وضمان مصلحة شعبنا كهدفٍ أساسي ووحيدٍ في كل تعاملاتنا".
وأقرَّ عوض بأن المصالحة تسير ببطء، عازيًا ذلك للقاءات المتباعدة بين حركتي فتح وحماس، بالإضافة إلى جمود المواقف في إطار فهم المرحلة لتشكيل الحكومة.
واقترح الوزير عوض أن يتم تشكيل حكومة تكون مدعومةً من الدول العربية والإسلامية بعيدًا عن أي دعم يُقيد حرية وقرار الشعب الفلسطيني، مضيفًا "فالواضح أن المناداةَ بحكومة توافق عليها الدول الغربية أو أمريكا تحديدًا هي المعيق الأساسي لخروج هذه الحكومة للنور".
وفي سؤاله عمَّا إذا كان يؤكد أو ينفي دخول تركيا على خط الوساطة بين حركتي فتح وحماس لتحريك المياه الراكدة بينهما، جدد عوض تأكيده على أن "ملف المصالحة لازال بأيدي الجانب المصري"، منبَّهًا إلى أن "أي تدخلٍ من أي دولة لابد أن يكون عبرَ البوابة المصرية".
وقال:" تركيا كدولة لها ثقلٌ إقليميٌ ودوليٌ واضحٌ مدعوةٌ أن تشارك في هذه المرحلة بتنسيقٍ مع مصر من أجل تحريك ملف المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، لافتًا إلى أن لـ"أنقرة علاقات مميزة مع الدول العربية ومع مصر تحديدًا ومع الفلسطينيين بشكلٍ أخص".
وانتقد وزير الخارجية الفلسطيني بشدة دور ما تعرف بـ"اللجنة الرباعية الدولية"، واعتبرها أنها أحد المعيقات الأساسية في وجه تحقيق أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني من خلال تبنيها لمواقف كيان الاحتلال وهيمنة أمريكا عليها.
وبيَّن أن هذه اللجنة لا تعقد أي اجتماعٍ لها إلا في إطار دعم موقف الاحتلال أو تخفيف الضغط الدولي عن كيان العدو، معبَّرًا عن أسفه من الدول التي تندرج في إطارها والتي لا تستطيع أن تفرض رؤيتها داخلها، وخصَّ بالذكر روسيا التي دعاها أن تضغط في اتجاهٍ متوازنٍ بالحد الأدنى وألا تكون مع طرفٍ ضد الآخر.