أســرى فلســطين وأكــذوبة نتنيــاهو..ولا رســائل بــدون مقــابل

أســرى فلســطين وأكــذوبة نتنيــاهو..ولا رســائل بــدون مقـابل

==============================================

خمس سنوات مرت على أسر جلعاد شاليط " وما تبعها من دمار ممنهج للبنية التحتية ومؤسسات الوطن حيث اعتبرت الحكومة الصهيونية أن اسر شاليط هو فرصة لتدمير ما تبقى من مقدراتنا الوطنية ، وفرصة أخرى لتضييق الخناق على أسرانا البواسل ، ومما يثير الاشمئزاز هو خطاب نتنياهو الخداعي في مؤتمر "بيريس" بالقدس المحتلة حين قال :" قررت تغيير سياسة إسرائيل تجاه الأسرى الفلسطينيين في السجون" وذلك لرفض حماس إعطاء دليل عن وجود شاليط على قيد الحياة، وعدم السماح للصليب الأحمر بزيارته. وهدد بنزع الكثير من الصلاحيات الممنوحة للأسرى حسب زعمه ...!
من خلال هذه الكلمات ندرك أن نتنياهو يريد أن يخدع العالم بتصريحاته، وينقل صورة ايجابية عن دولته النازية ، متناسيا مسالخ الباستيلات الصهيونية وسقوط أكثر من 200 شهيد من الأسري داخل سجونهم ، وتحت القمع والتعذيب والشبح والهز ، هذا عدا عن السجون السرية واختفاء المئات دون علم مصيرهم حتى الآن ، أن خطاب نتنياهو السافر، يشكل تحدياً للإنسانية، ويحمل في طياته رسالة نازية ، تهدد وبشكل خطير الأسرى وحياتهم، وعلى ومستقبل واقعهم الصحي والمعيشي المزري،
ومن خلال دراستنا القريبة للواقع الفلسطيني ، واهتمامنا بواقع الأسري بأكثر من مقال وورقة بحثية ، ندرك أن الدوافع من وراء تصريحات النتنياهو تنبعث من عدة منعطفات :

أولا – فشل آله الحرب والتكنولوجيا والاستخبارات الصهيونية فشلاً ذريعا في الوصول إلي شاليط واستعادته بالقوة ، وهذا واضح من خلال تصريحات قادتها العسكريين والسياسيين ومن بينهم " جابي أشكنازي " رئيس الأركان الإسرائيلي السابق ، حين اعترف بفشل " إسرائيل " في الوصول إلى " شاليط " واستعادته بالقوة ، أو حتى الحصول على معلومات عن مكان احتجازه.

ثانيا – اعتبار إسرائيل أنها خسرت نقطة في معركتها مع الفلسطينيين ، تضاف على النقاط التي خسروها أمام صلابة القيادة الفلسطينية ، ليضاف إلى صلابة العقل الجمعي الفلسطيني ، حيث أن الاستمرار في احتجازه وإخفائه بسرية تامة وبعيداً عن الأعين الإسرائيلية ، داخل مساحة جغرافية صغيرة جدا لا تزيد عن 360كجم ، نعتقد أن هذا الأمر أدى إلى تخبط واستقالات وتغيرات في قيادة مخابراتهم الهزيلة .

ثالثا – انكشاف الازدواجية في المعايير الدولية وعدم التوازن فى النظر بين مستقبل أسرانا ومستقبل الصهيوني شاليط ،وذلك عبر ما نسمعه من تصريحات صدرت عن زعماء ومؤسسات وشخصيات وقيادات دولية ، من تصريحات غير متوازنة غير حيادية لا تتصف بالموضوعية ، نذكر منها تلك التصريحات التي صدرت عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر حين قال ( إن قلقاً يساورها حول مصير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ، أكثر من أي وقت مضى بعد مرور خمس سنوات على اعتقاله، وتطالب الفلسطينيين بالإثبات أن الجندي ما زال على قيد الحياة (

واتبعه مديرها العام " إيف داكور " بتصريح معزز حين قال ( إن انعدام المعلومات بشأن شاليط أمر غير مقبول بتاتًا، إذ يحقّ لأهل شاليط الاتصال بابنهم بموجب القانون الدولي الإنساني ( .

بعد قراءة لهذه التصريحات الرنانة الصابة في خدمة اليهودية الصهيونية، أدركت أن المؤسسات الدولية حقا وضعت لخدمة مصالح اليهود ، وقلبت في صفحات جوجل وفى مكتبتي الخاصة عن تصريحات للسيد داكور بشان آلاف الأسري الفلسطينيين فلم اجد سطرا وهذا هو الواقع والمتوقع ..

رابعا – تأسيساً لما سبق اعتقد نتنياهو انه يلعب بورقة أخيرة ، مفادها ان الضغط على أسرانا ، وحرمانهم من ابسط حقوقهم الموقعة في اتفاقية جنيف ، سيدفع الفصائل الآسرة لشاليط تقديم تنازلات تعتبر في المنظور الصهيوني خطيرة ومفيدة ....

خطورة إعطاء معلومات من قبل المقاومة عن شاليط :
كلنا يدرك مدى التخبط الذي أصيبت به قيادة الاستخبارات الصهيونية بعد عجزها للوصول إلى مكان شاليط ، وتحطمت أسطورة منظومتها الأمنية الاستخباراتية، وما تبعها من رسائل مجنونة يومية عبر الهواتف الثابتة والنقالة ، وإغراء شبابنا بالأموال مقابل الحصول على أي معلومة ، أو خيط عن أماكن وجودة ، وما تبعه من اجتياحات وقرصنات وخطف لقادة في العمل الميداني ، هذا يدل على آن ملك إسرائيل الجديد نتنياهو يشعر بقلق على مضجعه التلمودى ، لذا نعتقد أن تعطيل وتسويف انجاز الصفقة يرجع إلى عدة أمور خطير أهمها:
1- ممارسة عملية خداع على المقاومة عبر المطالبة بمعرفة إن شاليط حي ، أم لا ،، علما أن إسرائيل تعرف انه حي يرزق وهو في أكمل حالته الصحية، وهذا الأمر يضع ألف علامة استفهام بان الأمر مبيت بنية سيئة .
2- استجابة فصائل المقاومة لهذا المطلب يعنى أن إسرائيل ستخضع كل تكتولجيتها الأرضية
والسماوية الجوية وتصويرتحركات متتابعة ومتلاحقة عدا عن ملاحقة قيادة المقاومة حتى في أنفاسهم
3- رغبة نتنياهو في تحقيق نصر دراماتيكي يعزز مفهوم ملوكيته لإسرائيل حسب النظرية الانجليكانية ، ومن غير المستبعد انه يخطط لعمل إجرامي، رغم انكشاف ألاعيبه ، ليثبت لشعبه انه المخلص لليهود من الأشرار ويشبع نهمهم وتعطشهم لدماء العرب .
بناء على ذلك وحرصا منا على مستقبل أسرانا، ننصح الإخوة آسري شاليط بالتعامل مع مؤسسة الصليب الأحمر أو أي وسيط أوروبي بحذر شديد ، وعدم التناغم مع طروحاتهم المغلفة بسموم ، لقناعتنا المسبقة على حرصهم على شاليط أكثر من آلاف الأسري ، وعدم التعامل مع خدعة نتنياهو ، إلا بمزيد من الصمود ، واعتقد أن من ضحى بحريته في سبيل الوطن ، لا يهتز من تهديدات آلاف النتنياهيون .
واختم مقالي بقول يوسف بسم الله الرحمن الرحيم { رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)

صدق الله العظيم

كامل الشعب الفلسطيني يطبع قبلة احترام واعتزاز على جبين المقاومة
الآسرة للجندي الصهيوني والقدرة على الاحتفاظ به كل هذه المدة
مع تأكيدنا على ضرورة الانتباه واخذ الحيطة والحذر
اللازمين تجاة أية خطوة دولية لأنها في النهاية
تصب في مربع الاستخبارات الصهيونية
لقد دفع الشعب الفلسطيني الكثير وعلى أعداء الانسانية
أن يدفعوا فاتورة أعمالهم عاجلا أم آجلاً عيناً بعين وسناً
بسن وعلى الوعي الجمعي للأمة الاحتفاظ بهذا في ذاكرتها
وتوريثها للأجيال القادمة.

أما عن تبادل الأدوار للمؤسسات الغربية والكيان الصهيوني
فقد أصبح مكشوفاً حتى لأطفال الأمة
بكل قذارته ودناءته وانحيازه للصهيونية ،
وتعتبر أية خطوة لهذه المؤسسات الصهيونية الأوروبية
هي دور مكمل وممنهج للاستخبارات الصهيونية
وأنا أوافق زيتونة في مقالها وأعتبر أي تجاوب مع المبادرات الدولية
هي الانتحار بعينه وأملنا في المقاومة أكبر
وشكراً