البابليين كانوا أول من استعمل الصابون منذ حوالي 2800 ق . م .
وعرف الفينيقيون صناعته في حدود 600 ق. م . وربما استعمل
المصريون الطبيعية لأملاح الصودا بعد مزجها بزيوت حيوانية أو نباتية
وعطور ، لإنتاج صابون معطر . ومع ذلك يعتقد معظم المؤرخين بأن طين
sapo
، الذي اكتشف في منطقة تلّية قرب روما قبل حوالي 300 سنة
، كان أصل الصابون ، وهناك إشارات نادرة إلى الصابون في القرون
الوسطى ( بين 500 – 1500 ) في أوروبا .
وفي القرن الثامن انتلقلت
صناعة الصابون من الشرق إلى موانيء ايطالية ثم إلى فرنسا واسبانيا ،
وبعد ذلك بقرن إلى بريطانيا .
وما هي الألفاظ المرادفة له .... في الشعوب ....
حسناً ... لنتعرف على الصابون لغةً وتاريخاً ....
أقدم ذكر أدبي للصابون جاء في لوح سومري على لسان إنانا "
عشتار " ، حبيبة دوموزي " تموز " :
أختاه لم أغلقت عليك الباب ؟
( تجيبه إنانا ) :
كنت استحم ، كنت أغتسل بالصابون .
اغتسل بالإبريق المقدس .
اغتسل بالصابون في الطست الأبيض .
كنت ارتدي ثياب الملكية ، ملكية السماء لهذا أغلقت على نفسي
الباب .
وجاء في ابتهال بابلي : " عسى أن تنظفني الطرفاء ، حيث
تنمو أوراقها عالياً عسى أن تحررني النخلة ، التي تصد كل ريح ، عسى
أن تنظفني نبتة " المسكتال " ، التي تملأ الأرض ، عسى أن يحررني
كوز الصنوبر ، المليء بحب الصنوبر " .
يقول ر. كامبل تومبسون في كتابه " معجم النبات الآشوري " : " في
هذا الابتهال نلاحظ ورورد مادة القلي ، والملح ، والراتنج ، بوضوح .
فالقلي يأتي من رماد الطرفاء ، الذي كان يستعمل في العراق حتى
في أيام دخول الانكليز بغداد .
ولعل أم جلجامش استعملت نبات تُلال tulal ( أي الصابونية المخزنية :
عرق الحلاوة : نبات تحتوي أوراقه وجذوره على عصارة تستخدم بمثابة
الصابون ) عندما كانت تزين نفسها وتصعد إلى سطح المنزل لتصلّي من
أجل ابنها . وتعني نبتة " تُلال " الأكدية : " أنت ستغسل " . أما "
مُستكال " فلعلها تتألف من مقطعين " مستا " و " كل " ، أي :
غاسول الجميع .
ثم إن كلمة " أخْلو " الأكدية ، التي تقابلها بالسريانية " أخلا " تعني "
محلول " القلْي " ( الذي يستعمل عند الغسل وصنع الصابون ) " ،
ويقابله بالغربية الشنان .
قال الشاعر العباسي ابن حجاج :
وأغسل يديك من الزمان وأهله ** بالماء والصابون والأشنان .
والنباتات الصابونية توجد أيضاً في الصحراء شرقي تدمر ، وفي نجد .
وكان العرب يحصلون على مادة القلْي من رمادها . والشنان الذي كان
يباع في أسواق العراق أشبه بالشُيرية الجافة " فتائل من عجين تشبه
المعكرونة " . وكان يؤتى بها من سوق الشيوخ " جنوب العراق " .
والجلو هو رماد الشنان . والجلوكتل غير منتظمة ، خفيفة الوزن ، رمادية
فاتحة اللون . ويقول كامبل تومبسون في معجم النبات الآشوري ، نقلاً
عن الميجورولسون في العراق في أيام الاحتلال البريطاني ، أن العرب
يأخذون مقدارين من الشنان ومقداراً من الجلو ، ويطحنون الأول ثم
يضعونه في قماش موسلين خفيف ، ويُغمر الكل ( أي مع الجلو ) في
ماء مغلي لبضع دقائق . وبعد ذلك يضافُ ماء بارد إلى الرغوة ، ثم تغسل
بها الملابس ..
ويعود بعض القواميس بأصل كلمة soap " صابون " إلى : اللاتينية sapo تعود كلمة
، ولعل هذه ترجع إلى sebum
وتعني " الودك " باللاتينية ، أو الشحم
الحيواني
. لكن هذه الكلمة اللاتينية تعود إما إلى جذر جرماني أو
كلتي . وفي الموسوعة البريطانية أن الصابون عُرف على الأقل قبل
2300 سنة ..
ويقول بلينيوس الأرشد ، مؤلف " التاريخ الطبيعي " :
أن الفينيقيين أنتجوا الصابون منذ 600 ق . م . كما جاء أعلاه ،
واستعملوه للمقايضة مع الغاليين " سكان بلاد الغال " . وكان الصابون
معروفاً على نطاق واسع في الامبراطورية الرومانية ، ولا نعلم هل تعلم
الرومان استعماله وصناعته من سكان البحر المتوسط أم من الأقوام
الكلتية ، سكان بريتانيا ؟ على أن الكلتيين الذين كانوا يصنعون صابونهم
من الشحوم الحيوانية ورماد النباتات أطلقوا على المنتوج اسم saipo ،
التي يرى البعض أنها أصل كلمة soap .
وفي معجم الألفاظ الفارسية المعربة للباحث أدي شير أن كلمة "
صابون " تلفظ هكذا بالفارسية والتركية والكردية أيضاً . وتلفظ sapon
باليونانية ، و sapo بالرومية ، و seife بالجرمانية ، و sapone بالإيطالية
، و savon بالفرنسية .. يقول : " فذهب قوم إلى أنها فارسية ، وقيل
أن أصلها لاتيني .. ويحتمل أن يكون سريانياً .. فإن الصابون مصنوع
لتنظيف كل ما وسخ من الثياب وغيرها .. فيكون إذاً مشتقاً من "
شفن " ، أي صفّى ونقّى ، أو من " صفت " ومعناه ارتفع إلى فوق ،
وذلك من رغوته .. هذا فضلاَ على أن صيغة الصابون آرامية .
أن الفينيقيين أنتجوا الصابون منذ 600 ق . م . كما جاء أعلاه ،
واستعملوه للمقايضة مع الغاليين " سكان بلاد الغال " . وكان الصابون
معروفاً على نطاق واسع في الامبراطورية الرومانية ، ولا نعلم هل تعلم
الرومان استعماله وصناعته من سكان البحر المتوسط أم من الأقوام
الكلتية ، سكان بريتانيا ؟ على أن الكلتيين الذين كانوا يصنعون صابونهم
من الشحوم الحيوانية ورماد النباتات أطلقوا على المنتوج اسم saipo ،
التي يرى البعض أنها أصل كلمة soap .
تعود صناعة الصابون إلي ألفي سنة مضت. حيث كان القدماء يدهنون أجسامهم بزيت الزيتون إضافة إلى عصارات بعض النباتات وأليافها لتنظيف أنفسهم. من المدن المشهورة بصناعة الصابون حلب ونابلس وطرابلس، وينسب الصابون إلى هذه المدن ومن اشهرها الصابون الحلبي والصابون النابلسي والصابون الطرابلسي.
وقد وجد علماء الآثار بين خرائب مدينة بومبي معملاً صغبراً لصنع الصابون يشبه كثيراً الصابون المستخدم في عصرنا. والجدير بالذكر أنه منذ مائة عام فقط كان الصابون المستخدم يصنع في المنازل.