تابع مئات الآلاف من سكان قطاع غزة بشغف واهتمام كبيرين من داخل بيوتهم وأماكن عملهم مراسم استقبال سمير القنطار ورفاقه جنوب لبنان والتي تناقلتها القنوات التلفزيونية, بعد أن تم تحريرهم ضمن صفقة الأسرى اللبنانيين بين حزب الله وإسرائيل.
ورحب المواطنون في القطاع بإتمام صفقة التبادل، وغلبت عليهم مشاعر الفرحة الغامرة ونشوة النصر على الاحتلال الإسرائيلي الذي رضخ لشروط المقاومة اللبنانية.
واعتبر سكان غزة توقيت إتمام الصفقة يوم نصر كبير لكل العرب والمسلمين، وانتصارا لخيار المقاومة في خطف جنود الاحتلال الذي يُعد "أقوى وسيلة" لتحرير الأسرى من السجون.
انتصار المقاومة
المواطن حسن الجرجاوي (26 عاماً) من سكان مدينة غزة بدا فرحاً بنجاح الصفقة التي اعتبرها انتصاراً كبيراً لخيار المقاومة بعد أن أجبرت الاحتلال أكثر من مرة على إطلاق الأسرى من السجون بواسطة خطف جنوده.
وقال للجزيرة نت "إن نجاح الصفقة والاستجابة لشروط المقاومة تثبت للعالم أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، وإن الخيار الوحيد لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين هو خطف مزيد من جنود الاحتلال".
وأضاف الجرجاوي "رضوخ الاحتلال الإسرائيلي لشروط حزب الله اللبناني سيجعله يرضخ لشروط الفصائل الفلسطينية، وسيتم تحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون على يد المقاومة ولو بعد حين".
ودعا المواطن الفصائل للتمسك بشروطها في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال وأصحاب الأحكام العالية قبل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير لديها.
صفقة فلسطينية "
المواطن أسعد سرحان اعتبر الصفقة اللبنانية فرحة كبيرة لكل عربي لكنها لا تكتمل إلا بإطلاق آلاف الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال
"
المواطن أسعد سرحان ( 35 عاماً) من سكان غزة اعتبر أن الصفقة اللبنانية فرحة كبيرة لكل عربي، لكنها لن تكتمل إلا بإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وعبّر عن أمله أن يرضخ الاحتلال بالقريب العاجل لشروط الفصائل لجلعاد شاليط حتى تعم الفرحة بيوت الفلسطينيين، وتكتحل عيونهم برؤية أبنائهم محررين من أسر الاحتلال.
ووصف سرحان خلال حديثه للجزيرة نت الصفقة بالانتصار للشعبين اللبناني والفلسطيني، في وجه الاحتلال الذي يغيب آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب خلف القضبان منذ عشرات السنوات.
عائلات الأسرى
مشاهد الإفراج عن اللبنانيين كان لها وقع آخر في نفوس عائلات الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال، فقد بثت الأمل لديهم في الإفراج عنهم.
واختلطت مشاعر فرح عائلات الأسرى الفلسطينيين بمشاعر الألم عند مشاهدة الاحتفالات في لبنان، فقد فرحوا برؤية اللبنانيين أحرارا بعدما حرموا من الحرية سنوات طويلة، وتألموا لبقاء أبنائهم في الأسر آملين أن يروا هم أيضا نور الحرية قريباً.
عائلة الأسير محمد علي حرز (30 عاماً) من سكان غزة والمحكوم عليه مدى الحياة تهللت أساريرها لدى متابعتها مشاهد الفرحة اللبنانية، وتمنت أن تنتقل لكل بيت فلسطيني وأن يطلق سراح ابنها وباقي الأسرى.
ويقول أخو الأسير حرز للجزيرة نت "إن الفرحة التي شعرت بها العائلة كانت كبيرة لكنها ممزوجة بشيء من الألم على فراق محمد الذي لا زال يقبع مع آلاف الأسرى في سجون الاحتلال".
ويرى أن الإفراج عن عميد الأسرى سمير القنطار ضمن الصفقة اللبنانية بث روح الأمل والتفاؤل لدى أهالي الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بأحكام طويلة, ورفع من معنويات الأسرى وعزز موقف الفصائل الفلسطينية المتمسكة بشروطها.
المصدر: الجزيرة