وتستمر المعاناة
*******************
في عهد الاحتلال الإسرائيلي وفي منطقة النواصي بخان يونس ، سُرقت ملايين من أكواب الرمال الصفراء ، والني تعتبر عند خبراء البيئة ثروة عظمى ، كما سرقت المياه الجوفية العذبة ، والمواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة ، يشربون مياه ملوثة لا تصلح حتى لحيوان ، وقد حول الإسرائيليون المنطقة من قبل إلى مكبا لنفاياتهم المشعة السامة لنواجه بذلك كارثة بيئية الله أعلم بنتائجها ، فهل أثار ذلك اهتمام القادة بجميع مشاربهم السياسية ؟ .
منتجات ألبان ومشروبات غازية ، وأطعمة متنوعة ومعلبات وغيرها ، تنتشر في الأسواق على مسمع ومرأى من أصحاب القرار ، لا مراقبة ولا متابعة ولا محاسبة ولا ما يحزنون .
غذاؤنا ملوث ، والكثير من مزروعاتنا يتم تنشيط وتسريع نموها بمواد كيماوية ضارة بالصحة ؛ من أجل التسريع بقطفها وبيعها .
وتتغيب الرقابة الصحية عن مصانع المواد الغذائية في قطاع غزة تغيبا تاما ، ليعبر عن نهج مدروس ومخطط فيما يبدو .
إن تغيب الرقابة الصحية على إنتاجنا الوطني ، وما نقوم باستيراده من إسرائيل ، يقرع ناقوس الخطر القاتل ، والذي لا يرحم أحدا ، كما يضرب إنتاجنا الوطني ، حتى نظل وللأبد تبعا ومستهلكين للاقتصاد الإسرائيلي ، على اعتبار أن الإنتاج الوطني الفلسطيني من العوامل الهامة والضرورية للنمو والبناء والاستقلال والرفاهية والاستقرار .
هذا التغيب ، يهدف إلى زعزعة ثقة المواطن بالإنتاج الوطني تمهيدا لضربه ، في الوقت الذي تزداد فيه حاجة المواطن لتوفير الأمن الصحي والغذائي ، أكثر من غيرها من الحاجات الضرورية الأخرى ، خاصة إذا ما كان الأمر يتعلق بصحته وبصحة أبنائه .
وفي منطقة شمال قطاع غزة ، تنتشر برك تجمع مياه الصرف الصحي ، فوق أكبر مخزون مائي في قطاع غزة ، تسبب ذلك في ارتفاع حاد في ملوحة المياه الجوفية ، وانتشار حاد أيضا في الأمراض السرطانية بين السكان ، علاوة على الرائحة التي تنبعث منها .
إننا نقاوم القتل والحصار والتدمير والإغلاق والفقر والقهر ، وفي الوقت نفسه يجب أن نقاوم السماسرة واللصوص واللامسئولين ، يد تبني ويد تقاتل ، وهذا هو أحد مقومات الأمم التي انتزعت استقلالها وكرامتها .
أيها السادة ليس الموضوع لمجرد التسلية ولا للمتعة ، هل إلى هذه الدرجة أصبحت حياة الفلسطيني رخيصة وأصبح الفلسطيني لا قيمة له ؟
أيها الشرفاء من أبناء هذا الوطن الذبيح ، لأن نضيء شمعة واحدة خير من أن نلعن الظلام ألف مرة