قال تعالى: (((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ))) سورة الكوثر(1-3)
فما هو الكوثر الذي أعطاه الله لنبيه وحبيبه؟؟؟؟؟؟
الكوثر في اللغة : وصف يدل على المبالغة في الكثرة
وشرعاً له معنيان :
الأول : نهر في الجنة أعطاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
وهذا المعنى هو المراد في قوله تعالى : " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ "
الثاني: أنه حوض عظيم يوضع في أرض المحشر يوم القيامة ترد عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الحوض يأتيه ماؤه من نهر الكوثر الذي في الجنة، ولهذا يسمى حوض الكوثر.
وقد جعل الله لكل نبي من الأنبياء يوم القيامة حوضا، ولكن حوض النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أكبرها وأعظمها وأكثرها ورودا من أمته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" إن لكل نبي حوضا , وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة ,وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة "
[ صحيح / رواه الترمذي ]
و حوض نهر الكوثر طوله مسيرة شهر , وعرضة مسيرة شهر , وزواياه سواء
حافاتاه من ذهب ، ومجراه على الدرّ والياقوت، وتقدر ابعادة من : إيله(العقبة) في الأردن
إلى صنعاءفي اليمن ، أوانيه تشبه الكواكب وعددها أكثر من نجوم السماء
آنيته مثل الكواكب، وريحه أطيب من المسك , وترابه من المسك
ماؤه أبيض من الثلج واللبن وأحلى من العسل وأطيب من ريح المسك
فيه ميزابان يمدانه من الجنة , أحدهما من ذهب والثاني من فضة , يرده المؤمنون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً وكل هذا ثابت في الصحيحين . قال e حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب منها فلا يظمأ أبدا
وهو موجود الآن لقوله صلى الله عليه وسلم :" وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن "
[ صحيح / رواه البخاري ]
ومن يشرب من هذا الحوض شربة لا يظمؤ بعدها أبدا
وإن أول من يرد على هذا الحوض هم فقراء المهاجرين لقوله صلى الله عليه وسلم :
((أولُ الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين، الشعث رؤوساً، الدُنُس ثياباً، الذين لاينكحون المنعّمات،
ولا تفتح لهم السُدد، الذين يعطُون الحق الذي عليهم، ولا يعطَون الذي لهم)).
[ صحيح / الألباني / صحيح الجامع ]
نسأل الله أن يجعلنا ممن يردون هذا الحوض وأن يسقينا من يد نبيه شربة لا نظمؤ بعدها أبدا
وإلى اللقاء على حوض الكوثر إن شاء الله تعالى