قالت ورقة صغيرة لأخواتها ، في غصن صغير
بعيد من الأغصان المتدلية في الشجرة الكبيرة ، قالت في صلف
إني أمقت هذه الشجرة ، اشد من مقت إبليس للمؤمن ،
إذ لولا إمساكها بي ، لكان لي شأن آخر
شأن آخر كبير في هذه الحياة[
شأن يعلو فيه مقامي
وتهاب فيه كلمتي ،ويرتفع فيه اسمي ...
ويجلجل فيه صوتي
..!
أنا .. وأنا .. وأنا ..!! وذهبت تنفخ نفسها في غرور
..
وفي اليوم التالي
،
بدأت بوادر الخريف ، واهتزت الأشجار وارتجفت جذورها ،
فكانت تلك الورقة نفسها ، أول الأوراق الساقطة على الأرض ،
فسارعت أخواتها يقلن لها : ها قد تحقق لك الأمل ،
فأرينا الآن ما أنت صانعة ..!؟
قالت باسمة منتشية
:
نعم ، نعم ، أبشرن ، وأنا ألان أجمع قواي ..! آآآآه ..!
في اليوم الذي يليه ، كانت تلك الورقة قد تيبست تماماً وجفت
،
و مرت عليها أقدام حيوان صغير فتفتت تماماً ..!
ضحكت الشجرة وهي ترى ذلك المصير ثم قالت :
هذه عاقبة الجحود والغرور .. أيتها المسكنة كم جنيت على نفسك ..؟!
همس الكون في قلوب العقلاء
:
اعقل أيها الإنسان وتعـلّم