ان سنة 2003 كانت سنه أولها رزق وفير وحصاد جيد.
أما في نهايته,فلقد استوطنة الكآبة والإحباط في قلبي بل وحتى الخوف من الله العزيز الحكيم
أما عذاب الضمير فقد كان له أثر وشأن في نفسي كبير.
لهذا أصبحت لا أنام من الليل الا قليلاً
لذلك أحاول ألا أذهب الى فراشي إلا إذا غلبني النعاس وسيطر علي التعب.
وقصدي هو أن لا تأتيني تلك الطفلة الصغيرة في الحلم.ورغماً عني تعاتبني على جرم وخطأ ارتكبته في حقها في يوم من الأيام,
فأفسد علي حياتي بل وأفسد علي نومي,وعكر مزاجي,فضلاً عن حالتي عندما أصحو من النوم.
فأني لا أتتمالك نفسي....
فأبكي بحرارةٍ وحسرة.وندم على مافعلت.
ولكن هيهات فلقد قُضي الأمر وانتهى.
أقول و كأنه لم يرد علي دين أو خلق في يوم من الأيام على ماكنت أفعل
.
بل كنت على يقين بأنه لاضمير عندي .... وان كان فلن يعذبني هذا الضمير إلا يوم او يومين,
ثم ينتهي كل شيء ولا يبقى له أثر في قلبي.اما أن يكشف أمري امام الناس ورجال الأمن,فذلك أمر كنت أراه بعيداً عني
وهذا هو شعور كل لص قبل ان يرتكب جريمته.
وعلى هذا الأساس وبناءً على حاجتي الماسة للمادة,فكرت في كيفية الحصول عليه بأسهل وأيسر الطرق من دون تعب
كوني أمرأة ولكن كيف؟؟إلى ان جاء ذلك اليوم الذي تلقيت فيه دعوة لزواج صديقة لي بالدراسة.
فذهبت في اليوم الموعود وفكرت في الحصول على المال بطرق ملتويه تراودني,بل وتسيطر على تفكيري.وعندما دخلت الصالة أقول بصراحة,وجدت الذهب والألماس من كثرته وكأنه ملقىً على الأرض.وبحاجة إلى من يأخذه
فلقد رأيت النساء تزين بذلك المعدن الثمين,وبكثرة,فهو>>الذهب<<في أياديهن ورقابهن وفوق روؤسهن وحتى في أرجلهن.وهنا شعرت أن دوري يقتضي ان آخذ هذا الذهب.
وتلك هي الفرصة الثمينة التي كنت أبحث عنها.وفي الوقت نفسه كان صوت الأغاني والرقص يساعدني على اتمام جريمتي.والنساء مشغولات,فلا يعلمن عن ذهبهن وعن بناتهن الصغيرات شيئاً,فلقد تركنهن يسرحن ويركضن في أطراف الصالة والذهب معلق في رقابهن وايديهن الصغيرة.
وهنا برزت الفكره في بالي وبوضوح,وقلت في نفسي:ما يمنع ان اجرب حظي وأسرق هذه المره ولو بإسواره او حتى خاتم صغير ولكن استوقفتني عقبة صغيرة وهي كيف؟؟ ولكن سرعان ما اهتديت الى فكرة جهنميه فجريت مسرعه من الصاله الى اقرب بقالة,واشتريت بعض الحلويات والشيكولاته التي يحبها البنات الصغيرت. وقصدي من ذلك هو اصطيادهن وإغرائهن بهذا الطعم وفعلاً,نجحت الفكرة وأقبلت إحداهن ويقيني انها لم تتجاوز السنوات الأربع من عمرها وهي تلبس من الذهب والحلي الشئ الكثير فدنوت منها وقلت في نفسي,هذه هي الفريسه,وتلك هي الضحيه,فشاغلتها واشغلتها بالكلام,وأعطيتها قطعه من الحلوى.وبهذه الطريقه استطعت ان انزع الأساور من يدها الصغيره,وخرجت مسرعه من الصاله.ولكني أقول الحقيقه أنه في تلك الليله شعرت بعذاب الضمير إلا أني كنت سعيدة بالغنيمة وتلك السرقه الصغيرة,فبعتها وحصلت على ثمنها.
وعلى هذا الأساس وذلك النجاح قررت تكرار التجربه مرة ثانيه,شريطة أن أضع النقاب على وجهي حتى لا يتعرف علي احــد,وأدخل صالات الأعراس مع الداخلين وكأني مدعوه أو كأني منهم.وهكذا كررت التجربه مرات كثيررررره وطوال سنه كامله وهي سنة 2003م حيث كنت مشغوله طوال الأسبوع بالتردد على حفلات الزواج.حيث كان الرزق وفيراً.إلى أن جاءت ليله ودخلت إحدى صالات,وجلست ابحث عن فريسة في أركان الصالة فوجدتها جلسةً بعيدةاً,وكأنها لاتشارك في الفرحة فاتنهزت الفرصة,وقلت في نفسي تلك هي الفريسة,وهاهي الغنيمة,فتوجهت اليها بخطوات مسرعة وانا ابتسم لها ابتسامة عريضة,والطعم كان في يدي,وهو بعض من الحلوى التي يستميت الأطفال على أكلها فدنوت منها وقلت:ماأسمك ياحلوة؟؟
فقالت:(شعاع)),
قلت:والسنة الدراسية
قالت:رابع ابتدائي.وناجحة بامتياز.
فقلت: لها اقتربي لأهنئك وأقبل رأسك وأعطيك هذه الحلوى فأنتي حلوة,وتستحقين كل الخير فاقتربت المسكينه ببراءة الأطفال مني.
وفي تلك اللحظة يدي اليمنى تمتد لتلتف حول رقبتها لأفتح العقد,فشعرت هي وأوجست في نفسها خوفا,وكأنها علمت مرادي وقصدي
فقالت لي:لاتسرقي العقد من فأنا يتيمه,ولن يشتري لي احد لي غيره فسحبت يدي منبهرة من كلامها,
ولكن كوني انسانه تجردت من الدين والأخلاق ومات ضميرها.
فلقد قررت معاودة المحاوله مره اخرى,ولا اخرج من هذه الحفله خالية اليدين
فقلت لها: لاتخافي ياابنتي فقد احب ان ارى هذا العقد الذي تتزينين به,
لانه جميل وحتى اشتري لابنتي واحداً مثله.
فاقتربت مني فصدقتني ونزعته ثم ناولتني اياه وناولتها قطعة الحلوى. فانشغلت هي بها,فخرجت انا من الصاله مسرعه متوجهه الى سيارتي. فوصلت الى البيت وعندما استلقيت على فراشي شعرت للمره الاولى بوخز الضمير بل ولقد كان جبيني يتصبب عرقاً,وحتى دقات قلبي هي الأخرى تزايدت وشعرت بخوف شديد وحاولت ان أغمض عيني لأنام.
وما هي الا سويعات,..........
وإذا بشعاع تأتيني في المنام وهي تبكي,وتقول:أين عقدي فلقد ضربني ابي ضرباً مبرحاً, وانظري الى جسدي فتلك اثار الضرب واضحة عليه.فأرجوك ارجعيه إلي
فهضت من نومي فزعه التفت يميناً ويساراً,لاني لم استبعد بأن تكون تلك الطفلة معي في غرفتي.وعليه وبناء على ماشعرت به وما عانيته فقررت التوقف عن ممارسة نشاطي ولو لفترة محدودة حتى ارتاح.
لكن {شعاع} جأتني بعد يومين في الحلم مره ثانيه وكررت على مسامعي ماكررته في المره الاولى وهنا فقط شعرت بفداحة الجرم الذي ارتكبته وقررت التوبة والتوقف عن سرقة ذهب الأطفال بالأعراس.
وبسبب تلك اليتيمة فقط قررت التوبة النصوح والرجوع الى الله وذلك عندما وقفت بين يديه سبحانه وللمره الأولى أصلي , وأطلب العفو والمغفره والصفح منه.
ومازلت على ذلك الطريق وأرجو ان اظل عليه الى ان يتوفاني الله في يوم من الايام.
رغم مرور مده طويله على اخر سرقه وعلى اخر حلم بتلك الطفله,إلا ان صورتها مازالت في ذهني وتأتيني في الحلم ولو في الشهر مره وفي الوقت نفسه فأني ماتركت مكاناً ذهبت اليه إلا وتفحصت وجوه الاطفال فلعل أن تكون شعاع بينهم فأعطيها العقد الذي سرقته.منها لاني مازلت احتفظ به. وفي الوقت نفسه فمازال ضميري يعذبني منذ ذالك الوقت. وعليه فلن يهدأ لي بال,أو أن أعيش في سعادة, إلى أن أجدها وأعطيها عقدها الذي سرقته منها في يوم من الأيام.فـأرجو ان يكون ذلك اليوم بل وتلك اللحظه التي التقي فيها شعاع قريبه جداً..
<<كتاب قصص من هموم الفتيات>>
بقلم:محمد بن صالح القحطاني