ارتهاج متميز
عدد الرسائل : 3003 العمر : 44 البلد : فلسطين تاريخ التسجيل : 15/11/2010 نقاط : 10512
| موضوع: الطبيب المسلم و المريضة الكافرة 2011-03-06, 3:08 am | |
|
عذرا للإطالة لكن صدقوني سترون كم سيجذبكم هذا الحدث سبحان الله...أترككم للقراءة بانتظار ردود أفعالكم و أحاسيسكم جمعتنا ليلة حبيبة إلى قلبي ، وقلوب الصالحين ، عندما تم تكريم أخونا الطبيب العالمي ، استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور / أحمد عمار ، الطبيب بمجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران وتقديم درع تذكاري بمناسبة تماثل أحد المرضى للشفاء.
قلت في نفسي : ليت الدكتور أحمد يتحفنا بكلمة ولو لمدة خمس دقائق ، فما كدت أنتهي من تفكيري حتى تنحنح الدكتور وتكلم بكلام أحسب أني سمعته بكل مسامات جلدي ، وليس بأذنيّ فحسب ، كلام يقطر منه الأدب الجمّ ، والإخلاص الناصع ، والهدوء والاتزان ، والغيرة على الإسلام ، والأخلاق الإسلامية للطبيب المسلم ، أتريدون أن أُسمعكم ماذا قال ، فاقرؤوا إذن : قال الدكتور : " الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، أشكر الشيخ فوزي على ما بذل ، ولقد لفت انتباهي في كلمته قوله : { إنما يشفي الله تعالى } .. يا إخوة كنت أدرس جراحة المخ والأعصاب في السويد عام 1979م أي قبل ست وعشرين سنة ، وفي ذات يومٍ طلبني أحد كبار الأطباء هناك في المستشفى الذي أعمل فيه ؛ لنقوم بإجراء عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني في دماغ امرأة قد جاوزت الأربعين من عمرها ، فاستعنت الله تعالى وقمت بمساعدة هذا الطبيب في إجراء العملية ، وقد استغرقت منا وقتاً ليس بالقصير ؛ حتى تمكنّا ولله الحمد من إزالة الورم ، وشفيت المرأة بفضل الله ... ثم بعد عشرة أيام دخلت عليها في غرفتها ؛ لأقوم بنزع ( الغرز) من رأسها ، وبينما أنا أعمل على إزالتها حركتُ مرفقي بلا شعور مني فدفعتُ صورة كانت بجوارها فوقعتْ على الأرض ، فأهويت لكي أرفعها فإذا هي صورة كلب فرفعتها على كُرهٍ مني فرأيت الامتعاض في وجهها ، فقلت لها : إنه كلب ، فقالت : نعم ؛ ولكنه الشخص الوحيد الذي ينتظر عودتي إلى البيت . فعلمت أنه ليس في حياتها من يفرح لفرحها أو يحزن لحزنها إلاّ هذا الكلب ، فسألتني : من أين أنت فقلت : من مصر ، عربيٌ مسلم ، فأخذت تسمعني الازدراء لوضع المرأة عندنا ، وكبت حريتها كما زعمت ... فقلت : إن المرأة عندنا مكرمة مصونة ، فهي كالجوهرة الغالية النفيسة ، كلٌ يخدمها ويحوطها ، زوجها يخدمها ، وأبوها ، وأخوها ، وابن أخيها ، وابن أختها ، ... كلهم في خدمتها ، ولا تخرج إلى سوق أو عمل إلا ومعها أحد هؤلاء ، حفاظاً عليها ..
ليس شكاً فيها فحاشا وكلا *** غير أنّا نريدها في علاها نجمة لا تنالها أعيُنُ الناس *** تراها مصونة في سماها
جعل لها الإسلام مكانة ليست لنساء الدنيا كلها ، وما حفاظنا عليها إلا لعظيم قدرها في قلوبنا ، لا لشكٍ فيها ، فهي محل الثقة ، لكنها كالوردة الجميلة التي لا يجوز لكل الناس أن يشموها حتى لا تفسد وإذا مرضت ... فإنها تجد أهلها كلهم حولها ، يحفون بها ، ويخدمونها ، ويراقبون أنفاسها ، ويعتنون بها غاية العناية ، ولا تكادين تجدين موطأ قدم في غرفتها لكثرة من يقوم بخدمتها من أقربائها، وإذا خرجت من المستشفى فإن هناك جيشاً من أهلها في انتظارها ؛ فيفرحون لفرحها ، ويسعدون لسعادتها ؛ وليس كلباً في انتظارها كحالك . فغضبت .. واتهمتني بأنني متخلف وسطحي ، وليس لدي من مقومات الحضارة شيء .. فابتسمت وخرجتُ من غرفتها بعد أن أنهيت عملي .
ثم فوجئتُ بأن تلك المرأة تشكوني إلى كبير الأطباء وتطلب منه عدم دخولي عليها مرة أخرى ، بل وترغب في الخروج من المستشفى . فقلت : لابد من بقائها يومين على الأقل حتى أتمكن من إنهاء علاجها وأعمل لها تحاليل طبية . فأصرت على الخروج وخرجتْ . نسيت أنا ذلك الموقف تماماً ، فليست أول غربيٍ أسمع منه هذا الكلام ، ولن تكون الأخيرة . وفي ليلةٍ ، فوجئت باتصال من الطبيب المناوب بقسم الطواريء يخبرني بوجود حالة غريبة لا يعرف كيف يتصرف معها ، فسألته : ماهي ... فأخبرني أنها امرأة لديه حالة تشنج مستمر ، يأتيها بمعدل كل خمس دقائق .. فأسرعت إلى المستشفى في منتصف الليل ، ففوجئت بأن المريضة هي نفسها تلك المرأة وكنت قد نسيتُ موقفها معي تماماً ، فأدخلتها غرفة العمليات ، وقمت بإجراء عملية لها في الدماغ ، استغرقت وقتاً طويلاً ، وتمت بنجاح والحمد لله ، ثم .. دخلت عليها بعد إفاقتها ، فرفعت رأسها ونظرت إليّ ، وتكلمت بلسان ثقيل : - أنت الذي أجريت لي العملية - نعم . - وسهرت بجواري طوال الليل . - نعم ؛ لأن هذا واجبي . - يعني هذا أنك أنت الذي شفيتني - لا - من إذن هل كان معك أحد . - نعم ، إنه الله عز وجل ، هو الذي شفاك ، وإنما أنا سبب ، أنا الذي عالجتُ فقط . - أنت لا تزال رجعياً ، تؤمن بالخرافات ، وما وراء الطبيعة ، أعجب لك وأنت طبيب مثقف كيف تصدق مثل هذه الأمور - وأنا أعجب لك وأنت تدعين الثقافة ، كيف لا تقرئين عن الإسلام ، وتجوزين لنفسك إلقاء التهم جزافاً .. ..وغضبت جداً من كلامها ولكن أملي كان يحدوني تجاه تحملها علها تهتدي، ثم ودعتها وانصرفت ، وبعد أيام خرجتْ – تلك المرأة - من المستشفى ، وبعد قرابة ستة أشهر ، أخبرني أحد العاملين معنا أن هناك امرأة تريدني على الهاتف ... رفعتُ السماعة .. - نعم ، من المتحدث فإذا بها تلك المرأة نفسها ، وقد تبدلت نبرة حديثها ، لكنها تطلب مني أمراً غريباً .. - أريد أن أراك .. هل تستطيع أن تطلب إجازة من عملك ، وتأتي إلينا في (لوند ) لمدة يومين - فاعتذرت ؛ لأن عملي متواصل دائماً بلا انقطاع . فألَحّت عليّ ، فامتنعتُ ، فطلبت مني طلباً غريباً : - ما اسم أمك (فقلت في نفسي : لعل هذا من آثار العمليات الجراحية التي أجريت لها ، هل سببت لها خللاً في التفكير ) - لماذا تريدين اسم أمي - قالت بصوت متهدج : لأني : أشهد ألا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .. وأنا أسلمت ، وعرفت طريق الحق .. وأنت لك حقٌ عليّ ، وأريد أن أسمي نفسي باسم أمك .. أنت الذي دللتني على الطريق الحق ... ومن حقك أن أذكرك دائماً بخير .. (فضج مجلسنا بالتكبير والتهليل ).. قال الدكتور : فكادت سماعة الهاتف تسقط من يدي ، ثم سكت فجأة .. فالتفتُ إليه فإذا عيناه تفيضان بالدمع وأخذته بحةٌ في صوته ، فأكمل حديثه بصعوبة بالغة .. قال : فذهبت إلى رئيسي في المستشفى ؛ لأطلب منه إجازة يومين . فقال لي : أنت يا دكتور أحمد الطبيب الوحيد الذي لم يحصل على إجازة منذ سنتين خذ أكثر . قلت : لا .. يومان كفاية . فذهبت إليها ، فإذا هي امرأة غير تلك المرأة التي كانت تعظم صورة كلبٍ بجوار رأسها في المستشفى ، امرأة تبدلت وتبدل فيها كل شيء ، كلامها ، ولبسها ، نظرتها للحياة .. ذهبت معها إلى المحكمة ، برفقة زميلين لي ؛ لنشهد إشهار إسلامها ، وهناك وسط قاعة المحكمة صدحت بكلمة الإسلام : أشهد ألا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله .. وقرأت الفاتحة قراءة ملؤها البراءة والطهر .. فانفجرت بالدموع العيون ، وخشعت النفوس ، وبكينا بكاء الطفل ، من شدة الفرح ، وكيف لا نفرح وقد شهدنا ميلادها الحقيقي ، وخروجها من الظلمات إلى النور ، .. وكيف لا أبكي فرحاً وقد أراني الله تعالى من كنتُ سبباً في إسلامها ، وإنقاذها من النار .. قمت وزميليّ وصلينا ركعتين شكراً لله ، وصلت هي خلفنا بصلاتنا قالت لي : أتذكر يا دكتور أحمد تلك الصورة لذلك الكلب الذي كدتُ أكتب له كل ثروتي | قلت : نعم قالت : فإني أتلفتها ، وأنفقت كل أموالي في سبيل الله .. وبنيت منها أكبر مركز إسلامي هنا ..
* * *
هنا .. وضع الدكتور أحمد يده على عينيه .. يصارع دمعاً يريد أن يقفز من محاجره .. وقد بدا عليه التأثر .. وأنهى كلامه بهذه الجملة .
* * *
نظرت إلى الحضور ، وقد شع نور الإيمان من وجوههم ، وأخذوا في الثناء والدعاء لهذا الطبيب المسلم الذي ما نسي ثوابته حتى في أحلك الظروف ، في الغربة في أقصى الأرض ، هذه أخلاق الطبيب المسلم وحب هداية الناس ، تمثلت هذه الليلة في هذا الطبيب المعتز بإسلامه .. أما أنا فأحسست بغصة في حلقي ، ثم تشجعت وطلبت من الدكتور أن يأذن لي بكتابة هذه القصة، فأذن لي .. فهذه هي قصته | |
|
صيد العصاري عضو
عدد الرسائل : 124 العمر : 48 البلد : فلسطين تاريخ التسجيل : 15/11/2010 نقاط : 5312
| موضوع: رد: الطبيب المسلم و المريضة الكافرة 2011-06-06, 12:17 am | |
| سبحان الله نحمد الله على اننا ولدنا مسلمين شكرا اخت ارتهاج على الموضوع الرائع | |
|
ســفــيــر المــنــتــدى متميز
عدد الرسائل : 2213 العمر : 42 المزاج : مســؤول العلاقات العامة لمنتديات مخيم حمص الالكتروني البلد : عكا تاريخ التسجيل : 19/03/2009 نقاط : 8576
| موضوع: رد: الطبيب المسلم و المريضة الكافرة 2011-06-06, 1:03 am | |
| الحمد لله على نعمة الاسلام .. والله دائما معنا فيجب علينا ان لا نتوقف عن حمده وشكره واستغفاره .. | |
|
ارتهاج متميز
عدد الرسائل : 3003 العمر : 44 البلد : فلسطين تاريخ التسجيل : 15/11/2010 نقاط : 10512
| موضوع: رد: الطبيب المسلم و المريضة الكافرة 2011-06-06, 1:46 am | |
| اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا كما ينبغي لكمال وجهك و عظيم سلطانك شكرا لمرورك سفير | |
|
الملك المهزوم *_xXx_* vip
عدد الرسائل : 3737 العمر : 34 المزاج : المسؤول التقني - مــعــصــب دائماً البلد : سوريا - حمص - المخيم تاريخ التسجيل : 18/03/2009 نقاط : 10250
| موضوع: رد: الطبيب المسلم و المريضة الكافرة 2011-06-06, 5:00 pm | |
| | |
|
ارتهاج متميز
عدد الرسائل : 3003 العمر : 44 البلد : فلسطين تاريخ التسجيل : 15/11/2010 نقاط : 10512
| موضوع: رد: الطبيب المسلم و المريضة الكافرة 2011-06-20, 5:53 pm | |
| الحمد لله دائما و أبدا شكرا لمرورك ملك | |
|