ارتهاج متميز
عدد الرسائل : 3003 العمر : 44 البلد : فلسطين تاريخ التسجيل : 15/11/2010 نقاط : 10512
| موضوع: من أمن العقوبة.. أساء الأدب 2011-02-03, 1:21 am | |
| نفثة الثعبان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قرر أحد الثعابين يوما أن يتوب ويكف عن إيذاء الناس وترويعهم ، فذهب إلى راهب يستفتيه فيما يفعل ،
فقال له الراهب : إنتحي من الأرض مكانا معزولا ، واكتفي من الطعام النزر اليسير .
ففعل الثعبان ما أُمر به ، لكن قض مضجعة .. أن بعض الصبية كانوا يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة ،
وعندما يجدون منه عدم مقاومة كانوا يزيدون في إيذائه ، فذهب إلى الراهب يشكو إليه حاله ،
فقال له الراهب : انفث في الهواء نفثة كل اسبوع ليعلم هؤلاء الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت ..
فعمل بالنصيحة وابتعد عنه الصبية .. وعاش بعدها مستريحا . كثير من الناس يغرنهم الحلم ، ويغريهم الرفق والطيبة بالعدوان والإيذاء ، وكلما زاد المرء في حلمه زاد المعتدي في عدوانه ، وقد يخيل إليه أن عدم رد العدوان هو ضعف واستكانة وقلة حيلة . هنا يأتي دور الثعبان ونفثته التي تخبر من غره حلم الحليم ، وأن اليد التي لا تبطش قد ألجمها الأدب لا الضعف ،
واللسان العف استمد عفته من حسن الخلق لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة . وأن مهانة المسيء هي التي منعته من مجاراته لا الرهبة منه أو خشيته .
إن لنفثة الثعبان في زماننا هذا قيمة .. وإظهار العصا بين الحين والآخر كفيل بإعلام الجهلاء أن أصحاب الضمائر الحية ، أقويا ، أشداء ، قادرين على الحفاظ على حقوقهم وخصوصياتهم . نعم قد نعفو عمن أخطأ فينا مرة أو أكثر ، وقد نتغاضى عن الإساءة فترة ، لكن أن يكون هذا مطية لتضييع كرامتنا ومهابتنا ,, فهذا ما لا يرضاه عقل أو منطق .. أو دين . وجاء في أدب العرب : أن من أمن العقوبة أساء الأدب | |
|