إخوتي الأحباء
قرأت ذلك الطرح الجميل و أحببت أن أنقله
لحضراتكم ....لعلي أذكر...فإن الذكرى تنفع المؤمنين
دافع عن الشيطان ... فكافأه !! .
--------------------------------------------------------------------------------
جمعه السهر مع الشلة كالعادة. يحرصون على أن يكون الدور مستمراً بينهم بالتناوب. كل ليلة يجتمعون ببيت واحد منهم، يتسامرون، ويمزحون، ويلعبون الورق حتى وقت متأخر من الليل. ينصرف بعده كل واحد منهم إلى منزله؛ وأحياناً يمتد السهر حتى بزوغ الفجر وخاصة في ليالي الجمع، والعطلات.
الليلة وبعد نقاش لا يدري كيف تطوّر، وجد نفسه يقول لأصحابه بغضب، كل أثم تقترفونه وكل سيئة تعملونها تلقون باللائمة على الشيطان، ويقول العاصي غرّني الشيطان، ولولا وسوسة الشيطان لم أعمل ما عملته !. أنفسكم الأمّارة بالسوء هي السبب، والشيطان مظلوم وبري ولا دخل له بأعمالكم !. حاول البعض من أصحابه أن يقنعوه بخطئه، وإن الشيطان هو العدو الأول للإنسان قبل النفس والشهوات، فلم يفلحوا في ذلك وتشبت برأيه رغم محاولاتهم العديدة.
رجع إلى البيت متأخراً، ورأسه يكاد ينفجر من الصداع؛ بسبب التدخين في غرفة مغلقة عليهم بإحكام، وبسبب النقاش العنيف الذي خاضه مدافعاً عن فكرته المجنونة تلك. وجد نفسه كسلاً وتعباً فدخل فراشه ليرتاح قليلاً، ثم يقوم يتوضأ ويصلي العشاء؛ الذي فأته بسبب السهر والانسجام بلعب الورق. ولكن النوم غلبه فنام بملابسه ولم يصحا حتى لصلاة الفجر من شدة التعب والإرهاق.
سمع صوتاً يناديه باسمه، نظر إلى مصدر الصوت وجد شيخاً كبيراً في السن يشير إليه بالقدوم. اقترب منه وسأله من أنت، وماذا تريد ؟! رد عليه الشيخ: لقد دافعت عني البارحة دفاعاً أعجبني وأتيت إليك لكي أكافئك. كرر سؤاله: لم تقل لي من أنت ؟! . قال العجوز: أنا الشيطان. تغيرت ملامحه دهشاً من الإجابة غير المتوقعة، استجمع شجاعته وقال للشيطان: وكيف ستكافئني ؟!! . رد عليه الشيطان: أركب على كتفي وسوف ترى المكافأة، وأحنى رأسه أمامه. تردد قليلاً.. ثم ركب على كتفي الشيطان، وتمسك بقرنيه جيداً . وقال له: هيا تحرك!.
انطلق الشيطان كالسهم، قاطعاً به جبال ووديان وأراضي غريبة، لم يرها من قبل. وبعد مدة من الدوران، دخل به حديقة جميلة لم تنظر عينيه من قبل مثل جمال أشجارها وورودها !. الشلالات الجميلة تتدفق من جوانبها، والأنوار الملونة تتلألأ عاكسة أضوائها على المكان؛ مما زاده سحراً وجمالاً. سأل مأخوذاً بجمال المكان: هل هذه الجنة ؟!. لم يرد الشيطان عليه. فلم يكرر السؤال. وبعد مدة من الدوران في تلك الحديقة على كتفي الشيطان، شعر بضيق شديد وألم في مثانته، فقال للشيطان أنزلني أريد أن أقضي حاجتي البشرية، البوّل يضايقني !.
فرد عليه الشيطان: فضلك عليّ كبير، ودفاعك عني كان رائعاً، فلا أقل أن أرد بعض جميلك. تبوّل على كتفي . تعجّب من رد الشيطان عليه، وقال : كيف أتبوّل على كتفك ؟!. ضحك الشيطان من دهشته، وقال له: لن أنزلك وأفعل كما قلت لك. تذكّر أن الشيطان نجس، والبوّل لن يؤثر فيه بل سيفرحه. فتبوّل على كتفي الشيطان بدون حرج.
وكانت المفاجأة !!!... شعر بسائل ساخن يجري على رجليه ويبلل ثيابه. وشم روائح كريهة، رائحتها تزكم الأنوف. استيقظ مذعوراً من نومه.. ليجد نفسه خارج بيته، حافي القدمين، يقف في مكب نفايات وفضلات بشرية يقع بعيداً عن منزله. المياه الراكدة الملوثة تحيط به من كل مكان، والنباتات المتشابكة التي تعيش على مياه المجاري ، متفرقة حوله.. كانت تلك حديقته التي كان يتمتع بجمالها. خرج يتخبط من الوحل. ويلعن الشيطان ، ودفاعه عنه والمكافئة التي كان يطمع بها منه !.
....................أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...و نعوذ بالله من نفس تنساق لوساسه.............
هدانا الله و إياكم....و دمتم بخير