كل يوم تطالعنا الصحف والمجلات بآخر أخبار السمنه بمجتمعنا وتفشيها فيه بشكل كبير خاصة بين النساء حتى بدأت السيدات والفتيات يخصصن لها وقتاً جوهرياً في نظامهن المعيشي، فسواء مورست الرياضة وتمارينها بشكل فردي ضمن المنزل أو في أماكن مخصصة بها فهي تحتاج للتنظيم والقوانين الخاصّة بها إضافةً إلى ترافقها بأنظمة طبية ونفسية وغذائية.
ولأنّ الصيف هو أكثر الفصول تناسباً مع إمكانية ارتياد تلك النوادي الرياضية فقد التقينا بأحد روادها وهي الشابة "ميساء طرّاف" والتي تمارس "الرياضة" منذ الصغر وحائزة على ميدالية ذهبية على مستوى محافظتها في "رياضة الجري" وتقول عن تجربتها مع "الرياضة": «لا أتخيل حياتي بدون "الرياضة" فهي جزء لا يتجزأ من نظامي اليومي، بدأت بممارستها من عمر الثانية عشر وحصلت بعدها بسنة على ميدالية ذهبية في رياضة "الجري" المفضلة لديّ بعد رياضة "الرقص" وهو رياضة غاية في الأهمية على الرغم من أنّ الجميع لا يعتقد بصحة ذلك، لكنني شخصياً بالإضافة إلى ارتيادي النادي الرياضي أمارس "الرقص" في المنزل بشكل يومي، أمّا بخصوص التمارين الرياضية في النادي فإنني أتبعها للمحافظة على لياقة جسمي فلا يكفي أن تكون نحيفاً أو ذو وزن مثالي وإنما الأهمّ أن تحافظ على لياقة الجسم وصحة عضلاته التي تمكنك من تلافي الأضرار الناجمة عن الحوادث قدر الإمكان، وتكسب الجسم طاقةً دائمة».
ترى "ميساء" أنّ النوادي الرياضية تعطي طابعاً اجتماعياً جميلاً خاصّةً بوجود عدد من الفتيات اللواتي يمارسن التمارين وهذا بدوره يشجعهن كل واحدة على حدا على
الشابة "ميساء طرّاف"
تقبل التعب الجسدي ويزيد من الإصرار على خسارة الوزن والمثابرة على اكتساب اللياقة اللازمة.
ولمعرفة المزيد عن نظام النوادي الرياضية التي تحتوي أقساماً خاصّة بالجنس اللطيف التقينا بالمدربة "هبة المصري" طالبة في كلية "الرياضة" بجامعة "البعث" ومدربة مجازة من مركز "أولمبيا" المتخصص وبداية تحدثنا عن الدافع وراء انتساب السيدات إلى مراكز التدريب وازدياد النسبة مؤخراً بشكل واضح: «هناك عوامل متعددة ومختلفة ولكن بشكل عام فإنّ معظم السيدات في مجتمعنا ينتسبن إلى المركز الرياضي من أجل التخلص من الوزن الزائد المتمثل بزيادة نسبة الشحوم في الجسم، مع وجود البعض منهن ينتسبن بغض النظر عن تخلصهن من البدانة والجميل أن ظاهرة "الرياضة" بدأت تأخذ حيزاً إيجابياً في تفكير المرأة ولو أنّه ما زال مقيداً إلى حد ما لكنّه تطور عن السنوات السابقة بشكل ملموس لازدياد الوعي الثقافي بأهمية الرياضة لها -المرأة- بشكل خاص مع انتشار ذلك على كثير من القنوات الفضائية والأجهزة الإعلامية الأخرى إضافةً إلى المراكز الطبية التي أخذت تنشر بشكل ملحوظ ثقافة "الرياضة" بين مراجعيها لازدياد الأمراض الناجمة عن السمنة وما يرتبط بها من الفوضى الغذائية والكسل المعتمد على التكنولوجيا العصرية ومثال عليها (السكري، ارتفاع الضغط الشرياني، أمراض المفاصل والعمود الفقري...)».
المدرّبة الرياضية "هبة المصري"
ماذا عن الأعمار والبرامج الرياضية والغذائية والصحية التي تطبق؟
«لا يوجد عمر معين للانتساب إلى المركز، فالرياضة مصطلح عام وشامل من الطفولة وحتى الأعمار المتقدمة في السن، لكنّ ذلك يستلزم التخصص أي الفصل بشكل أو بآخر بين فئات عمرية متقاربة في السن إلى حدٍ ما، بالإضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية للمتدربة والتاريخ الرياضي أيضاً بحيث يتمّ تجميع السيدات اللواتي يشتركن بأكثر من عدد من العوامل المشتركة السابقة الذكر، وهن بالتالي يتبعن برامج معينة وفي مركزنا نتبع البرامج الأربعة التالية: (برنامج الإيروبيك الهوائي، برنامج أجهزة الإيروبيك، برنامج أجهزة المقاومة، والأخير برنامج غذائي خاص لكلّ حالة) يتناسب مع تخفيض الوزن، رفعه أو المحافظة عليه».
وتختم المدربة "هبة" عن الدور الذي تلعبه الرياضة وبرامجها في المحافظة على الجمال: «مما لا شكّ فيه أنّه عندما تلتزم "المرأة" بتنسيق هذه البرامج بالشكل الأمثل وحسب التوصيات الفنية والصحية فإن هدف "المرأة" لتحقيق التوازن بين الجسد والنفس والروح سيتحقق بشكل صحي، وبالتالي فوجود جسم ممشوق ورشيق وجميل عند "المرأة" سيزكي الحالة النفسية لديها ويتعداها إيجابياً إلى النجاح المهني والاجتماعي في حياتها، ولكن للأسف هناك نسبة لا يستهان بها من النساء يعتمدن الرياضة لمجرّد كونها موضة آتية من "الغرب"».