الحاجة مريم- نقلا عن موقع بي بي سي
"تستيقظ في حوالي الساعة الخامسة صباحا لتصلي صلاة الفجر ثم تخرج للسير وبعدها تقضي كل النهار وسط أفراد العائلة الذين تعرفهم جميعا".. إنها الحاجة مريم عماش البالغة من العمر 120 عاما ولها من الأبناء والأحفاد وأبناء الأحفاد 411، كما تؤكد لكل من يسألها.
ويقول حفيدها المهندس ماجد عماش البالغ من العمر 46 عاما إن انتظام جدته على هذه العادة يعكس حالتها الصحية الطيبة بوجه عام، فهي لا تعاني إلا من ضعف وتشويش واضح في الذاكرة بجانب مشاكل في السمع، بحسب تقرير نشره موقع "بي بي سي".
أما الصحفي محمد محسن الذي زار مؤخرا بيت عائلة عماش بقرية جسر الزرقا، قرب مدينة الخضيرة بفلسطين المحتلة عام 1948، فيقول :"بطبيعتها المرحة دوما، لا تعرف الحاجة مريم الكلل أو الملل، فهي تحب الناس والمجتمع وتستمر في التواصل معهم، ورغم عمرها المتقدم، فإنها تصر على مشاركة أهالي القرية في كافة مناسباتهم من أفراح وأتراح".
ابتسامة دائمة
"باختصار - يضيف محسن - تجدها دوما في كل مناسبة، وإذا احتفل أحد من القرية بزفاف أو خطبة، ولم يتم توجيه دعوة للحاجة مريم، تجدها تبادر بالحضور وتبارك للعائلة وتعاتبهم لعدم دعوتها والابتسامة تعلو وجهها".
عمر الحاجة مريم – 120 عاما كما تؤكد لكل لمن يسألها – يؤهلها لأن تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية في حال وثقته، لا سيما أن أكبر معمرة حاليا في العالم حسب سجل جينيس هي الأمريكية أدنا باركر البالغة من العمر 114 عاما.
واكتشف أن مريم قد تكون أكبر معمرة في العالم عن طريق الصدفة عندما تقدمت بطلب للحصول على الهوية الإسرائيلية.
وتقول السلطات الإسرائيلية إنها منحت مريم بطاقة هوية بناء على وثيقة قدمتها تثبت هويتها - لكن غير مدون بها تاريخ ميلادها - تعود إلى فترة الحكم العثماني لفلسطين وغيرها من دول المنطقة والتي انتهت عام 1917 بسقوط الإمبراطورية العثمانية.
ومنذ تلك الواقعة، أصبح منزل أسرة عماش محط اهتمام العديد من وسائل الإعلام من شتى أنحاء العالم.
الحاجة مريم لا تتذكر بدقة تاريخ ميلادها، لكنها تجزم بأن عمرها لا يقل عن 120 عاما، وتتذكر أنها ولدت في قرية جسر الزرقا، وعاشت مع عائلتها التي تنحدر من أصول بدوية في خيمة بالقرب من شاطئ البحر. ولم تفارق قريتها إلا حين توجهت لأداء فريضة الحج خمس مرات، آخرها عام 1990.
البساطة والخضار!
الحاجة مريم وسط عدد من أحفادها
وحين تطالع صورة الأمريكية أدنا باركر (114 عاما)، تقول بثقة إن هذه المعمرة تبدو "أصغر وأكثر شبابا" منها. وتضيف بكل ثقة بينما يجتمع أفراد عائلتها الكبيرة حولها: "نعم أنا أكبر معمرة وآمل أن أعيش عشر سنوات أخرى".
وعن سر عمرها المديد وصحتها، تقول الحاجة مريم: "عشت مع زوجي وكنت مدللة، كنت ربة منزل واهتممت بتربية أولادي، عشنا حياة بسيطة، بدون توتر أو مشاكل، بطبيعتي أحببت المنزل والأولاد والحياة الاجتماعية، فالزعل لم يدخل قلبي"، حسبما ينقل أقاربها عنها . كما ترى أن حرصها على تناول كميات كبيرة من الخضار يوميا يعد سببا آخر لطول العمر.
وتحتضن مريم برفق أحدث عضو في عائلتها الكبيرة ريثما يتم الانتهاء من تحميم حفيدتها الجديدة، وأثناء ذلك تقوم مريم بقراءة الأدعية بمناسبة مرور أسبوع على ولادتها، وهي طقوس اعتادت أن تقوم بها مريم مرات عديدة في حياتها المديدة.
زوجها المرحوم خميس عماش فارق الحياة في العام 1989، عن عمر بلغ 100 عام، وقد أنجبا ستة أولاد وخمس بنات، جميعهم تزوجوا وأنجبوا 120 حفيدا و250 ابن حفيد و30 ابن ابن حفيد للحاجة مريم تعرفهم جميعا بالوجه، وهم من يمنحونها القوة والمتعة في الحياة، بحسب أقاربها.
وفارق اثنان من أولادها الحياة، لكن لا يزال ابنها البكر حلمي (85 عاما) على قيد الحياة.
وتنصح مريم الأجيال الشابة بالابتعاد عن شرب العرق (مشروب روحي) حيث لا تعرف من المشروبات الروحية سواه، لكي يطول عمرهم.
حفيدها عماد عماش يقول " إن العائلة تعيش في أجواء غريبة عليها منذ بضعة أسابيع منذ أن علم الجميع بعمر الحاجة مريم، حيث أصبح منزلهم يعم بالعديد من الزوار من إعلامين وحقوقيين وأطباء وغيرهم، جاءوا ليلتقطوا صورا أو لإجراء المقابلات مع الحاجة مريم.
ويشير إلى أن جدتهم اعتادت أن تحدثهم عن أيام الحكم العثماني والإنجليزي والنكبة وتقص عليهم حكايات الشتات وتشريد الفلسطينيين عام 48.
ويضيف الحفيد: "إنه شعور رائع أن تدخل جدتي موسوعة جينس للأرقام القياسية".
لكن لكي تنال مريم عماش لقب أكبر معمرة في العالم بشكل رسمي عليها تقديم الوثائق التي تثبت ذلك لإدارة سجل جينيس للأرقام القياسية. ونقلت "بي بي سي" عن مسئول في السجل في لندن أن عائلة مريم عماش لم تقدم الوثائق المطلوبة حتى الآن.
عن / بى بى سى و اسلام اون لاين