قال ابوبكر الصديق رضي الله عنه كنت يوما اطوف بالمدينة وانا خليفة رسول الله فرأيت في درب من دروبه الضيقة كوخا ما رايت أحدا يدخل فيه ولا يخرج منه اياما طويلة فاردت ان اعرف اصحابه فطرقت يوما بابه واستأذنت فسمعت من داخله صوتا ضعيفا يأ ذن لي بالدخول فدخلت فما وجدت فيه من الاحياء غير امرأة عجوز بلغت ارذل العمر ودرت بعيني في جوانبه فما وجدت فيه ما يؤكل اويشرب فتقطع قلبي من الحزن وسالت دموعي ورأيت العجوز لا تتحرك من مكانها فسالتها عن مرضها فقالت مقعدة لااستطيع النهوض من مكاني فزادت حسرتي عليها ثم سالتها واين اهلك قالت لااعرف في الدنيا غير الله الله وحده وهو الباقي لي كان لي ولد وحيد مات وهو يجاهد في سبيل الله ومن يوم ان ذهب ما انفتح بابي لانسان ولا دخل علي طعام ولا شراب قالت ترك ولدي بقية من التر وجرة من الماء فصرت اكل في اليوم تمرتين اوثلاث واشرب قطرتين اوثلاث من الماء واعتقد حيلتي لن تطول الى ان ينفذ التمر والماء جميعا فلما سمعت قصتها بكيت كثيرا وصليت كثيرا واستغفرت ربي طويلا وجعلت نفسي ان اعودها كل يوم مرات احمل طعامها على يدي وشرابها على كتفي وصرت اخدمها خدمة الخادم المخلص لسيدته حتى قضي اجلها