السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري ما الذي يدعوني دائما إلى تذكر نابلس ..هذه المدينة الفلسطينية التي أقسمت أن لا تنام طالما بقي الاحتلال جاثما على صدرها.
نابلس هي المدينة التي تشدك إلى جذورك العربية والإسلامية بامتياز .
فشوارع البلدة القديمة وأزقتها ودورها ونظامها العمراني وربما طرائق العيش فيها تعيدني للعصر الأموي وما تلاه من عصور زاهية
لم يطرأ عليها أي تغيير جوهري باستثناء تغير ملابس ساكنيها . وهي بالتالي من الممكن أن تكون أفضل مكان لدراسة العمارة الإسلامية
ولا يعني كلامي أن دوره أثرية أو أنها تعود لمئات السنين المنصرمة ولكن أقصد شكل العمارة الهندسية
وعلى الرغم من التشابه الكبير بين نابلس ودمشق والقدس فإن نابل تظل الأكثر أصالة من حيث معمارها الفني ففي دمشق حدث كثر من التغيرات وكذا الحال في القدس . أما نابلس
فالتغير فيها متوقف تماما .وذلك بسبب الاحتلال المقيت وظروفه المأساوية
وعندما أقول نابلس فإنني أعني نابلس القديمة محور الحديث . أما نابلس الجديدة فهي اليوم ممتدة على التلال المجاورة ونجحت في قهرها كما أنها ستنجح في قهر المحتلين إن شاء الله
وهي تتمدد أيضا باتجاه القرى المحيطة فيها والتي كانت تبعد عنها قبل حرب حزيران المهزلة أكثر من 7كم . فقرى مثل زواتا وبيت وزن وبيت أيبا في الغرب أصبحت من ضواحي نابلس المميزة ولولا ذلك الاحتلال البغيض ذي الرائحة النتنة وطرد عشرات الألوف من سكانها وسكان القرى المجاورة كواحدة من جرائم الاحتلال لأصبحت نابلس أكبر مماهي عليه اليوم بعدة مرات .
إن نابلس هي أجمل المدن ونابلس هي صورة الماضي ورمز العراقة والمستقبل الواعد المشرق بإذن الله